قالت دوائر سياسية إن إيران تحاول استخدام حلفائها في العراق لإصدار قرار في البرلمان، يدعو إلى إخراج القوات الأميركية، لا سيما بعد ضغوط واشنطن الأخيرة على طهران، مشيرين إلى أن إيران تعمل على مواجهة الولاياتالمتحدة وحل مشكلاتها في الداخل على حساب العراق، خلال البقاء على قوة المكون الشيعي على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية. جاء ذلك، على خلفية ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في ختام زيارته بغداد، بأن الرئيس حسن روحاني سيجري زيارة رسمية للعراق في 11 مارس المقبل، لوضع اللمسات الأخيرة على نتائج زيارته، إلى جانب زيارة وزير النفط الإيراني للعراق، معلنا استعداد بلاده لإلغاء تأشيرات الدخول مع العراق، وإنشاء مدن صناعية في المناطق الحدودية، وزيادة التعاون التجاري بين البلدين.
تكثيف الزيارات قال مراقبون، إن زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى العاصمة العراقيةبغداد لم تتوقف، منذ أن فرضت الإدارة الأميركية حزمة ثانية من العقوبات على إيران في نوفمبر الماضي، بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي، ومنذ ذلك الحين، كثفت طهران من حراكها السياسي باتجاه العراق، في محاولة لاختراق جدار التزام الحكومة العراقية رسميا بالعقوبات الأميركية المفروضة على طهران، بإبرام عقود نفطية وتجارية بملايين الدولارات. وعبّر المراقبون عن مخاوفهم من أن تستحوذ طهران على بعض الشركات العملاقة في العراق، تحت ذريعة امتلاكها المستشارين لإعادة تشغيلها واستغلالها لاحقا، لتحويلها إلى مصنع إنتاج أسلحة إيرانية، لا سيما بعد إسناد الحكومة العراقية مسؤولية الإشراف على إعادة تأهيل إحدى الشركات العاملة في مجال المقاولات إلى ميليشيات الحشد الشعبي. ودعا المراقبون الحكومة في بغداد إلى تصحيح سياستها الخارجية والالتفات إلى حاضنة العراق العربية، لافتين إلى أن استمرار تدخل إيران في شؤون العراق سيكلف الدولة كثيرا، وسيعرضها لكثير من المخاطر. مساعدات فرنسية إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، إن باريس ملتزمة بتقديم مليار يورو «1.15 مليار دولار» إلى العراق، وذلك للمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد الحرب التي خاضعها مع تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف لودريان، الذي التقى نظيره العراقي، محمد الحكيم في بغداد، أول من أمس، أن المساعدة ستوجه إلى إعادة بناء المناطق الأكثر تضررا في العراق. وتقدر وزارة التخطيط العراقية تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 88 مليار دولار. وتمكن العراق من جمع 30 مليار دولار في مؤتمر للمانحين في الكويت العام الماضي.