ليس أدل على أن المصالح الدولية هي التي تتحكم بمصير الشعوب الصغيرة، من المواقف التي صدرت بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران وتركيا والبرازيل، والذي قارب طي ملف طهران النووي، رغم الأصوات المتعالية التي تنطلق من العاصمة الإيرانية. علينا أن نعترف بأن مصالح الدول تطغى على أمنيات الشعوب، لأن فراغا كبيرا ومسافة طويلة بين الأماني والمصالح، خاصة إذا كانت الشعوب من العالم الثالث، والمصالح، مصالح دول من "العالم المتقدم". فقدت الدول المتقدمة عبر الاتفاق الثلاثي، أحد مبررات التجييش العالمي ضد إيران، وبدت الدول التي كانت تقف بشراسة إلى جانب طهران، وتحثها على المضي قدما في برنامجها النووي، وتخصيب اليورانيوم، ضد الاتفاق، من منطلق أن مصالحها الاقتصادية ستتضرر، والمثال الصارخ على ذلك، روسيا التي تقف اليوم مع فرض عقوبات على إيران مع أنها هي التي مدت طهران بعناصر الاستمرار في مشروعها النووي. ولا يختلف الأمر مع الرئيس باراك أوباما أو مع أية إدارة أمريكية. فالاتفاق من وجهة نظر داخلية أفقد الإدارة مبرر العداء لإيران من منطلق برنامجها النووي، من دون أن يسقط القضايا الأخرى العالقة بين الاثنين، وبات مشروع العقوبات المطروح على مجلس الأمن لا يتمتع بالمصداقية العالية. أثبت رجب طيب أردوغان ولولا دي سيلفا اللذان سطع نجمهما أن دول العالم الثالث باستطاعتها حل مشكلاتها بعيدا عن سياسات المحاور الدولية. ولكن يبقى على إيران أن لا تنبهر ب"نصر" لم يصنع إلا لإنقاذها.