عقب التوقيع في طهران على اتفاق مبادلة اليورانيوم ، قال الايرانيون إن الكرة الآن اصبحت في ملعب الغرب، اي أن ايران -بحسب رأيهم- فعلت ما عليها ، وأن على الغرب أن يفعل بدوره ما عليه. حسنا .. وما الذي يتعين على الغرب أن يفعله إذن؟! يقول الايرانيون إن عليه سحب الملف النووي الايراني من مجلس الأمن وإعادته الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم ان عليه أيضا رفع أية عقوبات فرضت بشكل أحادي أو جماعي ضد طهران، بل ان عليه كذلك إسقاط مبدأ العقوبات مستقبلا ضد ايران. مقابل ماذا تريد طهران كل ذلك؟!.. مقابل أن تقوم بتسليم 1200 كيلو جرام من اليورانيوم ضعيف التخصيب (3,5%) الى تركيا، التي تقوم بدورها بتسليم الكمية لواحدة من ثلاث دول (فرنسا أو روسيا أو الولاياتالمتحدة) بعد ان تتسلم منها كمية مساوية من اليورانيوم عالي التخصيب (20 درجة) تقوم بتسليمه لطهران.. كل هذا رائع.. ولكن هل يتجاوب مع هدف المجتمع الدولي بحرمان ايران من التخصيب؟! يقول الايرانيون ان الاتفاق الذي رعاه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، لا يمنعهم في نفس الوقت من تخصيب اليورانيوم على أراضيهم!! وبهذا المعنى فإن الاتفاق قد يعني منح طهران تفرغا تقنيا كاملا لتخصيب اليورانيوم على اراضيها لحساب برامجها الخاصة (عسكرية او غير عسكرية) فيما يعمل العالم لحساب تزويد طهران باحتياجاتها الأخرى من اليورانيوم للأغراض الطبية والصناعية الأخرى.. وموجب التفسير الايراني لهذا الاتفاق يصبح بوسع ايران تشغيل محطات تخصيب لحسابها في موسكو او واشنطن او باريس، دون التوقف عن التخصيب في محطاتها الخاصة بكميات هى وحدها التي تعلمها وبدرجات تخصيب هى وحدها التى تقررها..! لا أعرف مدى استعداد العالم لتقبل مثل هذا الاتفاق بمثل هذا التفسير الايراني له، لكنني أعرف ان الاتفاق ، قد يشق الصف الدولي، ويحدث تشوشا في الرؤية كان الايرانيون بحاجة ماسة اليه لكسب الوقت والإفلات ولو مؤقتا من العقوبات. في رأس السنة الايرانية ينتظر الايرانيون عادة هبوط (حاجي فيروز) على منازلهم محملا بالهدايا للأطفال، تماما مثلما ينتظرون في الغرب بابا نويل، لكن حاجي فيروز وصل طهران متأخرا قرابة شهرين عن احتفالات الايرانيين بسنتهم الجديدة ، وإن كان قد حمل اليهم أغلى الهدايا من تركيا والبرازيل.