هيمنت قضية "المتعاونين" على نقاشات اللقاء الأول لإعلاميي المنطقة الشرقية أول من أمس، فارضة تفاصيلها على أول تفاهم حول إمكانية تأسيس فرع لهيئة الصحفيين السعوديين في المنطقة. وفيما حافظ الداعي إلى الاجتماع الدكتور جاسم الياقوت على لباقته مؤكدا تفهمه لمطلب الصحفيين وتكراره قوله "أنا متعاون مثلكم"؛ فإن عددا من المتحدثين أصرّوا على جعل ملف عضوية المتعاونين في الهيئة موضوعا أساسيا بتكرار الحديث عنه، رغم محاولات تخطي هذا المحور ومناقشة محاور أخرى في اللقاء الأول. وكان الدكتور الياقوت قد افتتح اللقاء متحدّثا عن فكرة مشروع فرع الهيئة في المنطقة، والأفكار العملية التي يُمكن أن تطور العلاقات المهنية بين العاملين في الإعلام خدمة للمنطقة وللإعلاميين، وأشار إلى لقاء جمعه بأعضاء في مجلس إدارة الهيئة في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، على هامش القمة الخليجية الأخيرة، موضحا أن الهيئة أظهرت استعدادها لتأسيس الفرع ومباركة ودعم نشاطاته. غير أن اللقاء اتخذ مسارا آخر على يد الصحفي خالد المطيويع الذي فتح ملفّ عضوية المتعاونين في هيئة الصحفيين، كاشفا عن غضبه تجاه لائحة الهيئة التي لا تمنح عضوية كاملة لغير المتفرغين السعوديين، وقال: "أريد ممارسة حقي في الترشيح والانتخاب في الهيئة أسوة بزملائي المتفرغين". وردّ الياقوت بأن هذا الموضوع بالذات يدخل في صلب اهتمام المجتمعين، مشيرا إلى وجود سعي حقيقي نحو حماية حقوق المتعاونين الذين دعاهم "إلى التحلّي بالصبر واتباع الآليات الهادئة في المطالبة". لكن اللغة الصبورة لدى الياقوت لم تضع نهاية لمناقشة القضية، وعرض صحفيون في "الوطن" فكرة جمع توقيعات تطالب الهيئة ب"إقرار مبدأ المساواة بين العاملين في مهنة الإعلام" بلا تمييز بين "المتفرغين والمتعاونين". وتمثلت الفكرة في خطاب وصفه الزميل حبيب محمود بأنه "مصافحة وليست عريضة التماس". وقد قُرئت المصافحة على مسامع الحضور قبل أن يُبادر إلى توقيعها عددٌ كبير منهم. وقالت "المصافحة" إن "نسبة عالية جداً من القوى البشرية في الإعلام السعودي بالذات متشكّلة من المتعاونين الذين لا حظ لهم في لائحة الهيئة"، وأن "الصفحات الأولى، والبرامج البارزة في التلفزة والإذاعة يرفدها المتعاونون يوميا، وعلى الرغم من ذلك فإن كل ما يحصلون عليه هو أن يكونوا أعضاء من الدرجة الثانية في هيئة الصحفيين السعوديين". وأكدت المصافحة "أننا نعمل في مهنة مسؤولة عن بناء الوعي واحترام حقوق الإنسان وتأكيد قيم العدل والمساواة"، رافضة "الخلط بين الحقوق الوظيفية المرتبطة بنظام العمل والعمال بالحقوق المهنية"، وطالبت بأن "يكون معيار تصنيف العضوية في الهيئة هو المعيار المهني الصرف من حيث: الكفاءة والجدارة والحضور الإعلامي والتمتع بالثقافة والأخلاقيات المهنية". وقالت المصافحة "إننا نصافحكم أيها الزملاء في هيئة الصحفيين، وننتظر أن يكون موقفكم منسجما مع ما نتطلع إليه من ثقة. الثقة التي تعني أننا في عملنا الإعلامي مسؤولون عن الحقوق أولا وأخيرا". وحظيت المصافحة بترحيب من المجتمعين، وقال مدير محطة تلفزيون الدمام سعيد اليامي: إن 90% من المؤثرين في قوة العمل لديه هم من المتعاونين. وخلص نقاش القضية إلى تشكيل لجنة تبحث في الموضوع وتضع ورقة عمل مجدولة لتعزيز المطالبة، واللجنة مكونة من: مطلق العنزي، حبيب محمود، خالد المطيويع، عمر عثمان.