نعلم جميعا أن النفس البشرية هي أثمن وأغلى ما تملكه الأوطان... ونعلم أن إيجاد الأنظمة وسنها وتطبيقها بعدل وحزم للحفاظ على النفس.. تنم عن رقي المجتمع وتطور الكيان الذي تنتمي له.. لِمَ لا والنفس البشرية هي أعلى وأغلى وأثمن ما يملكه وطن. ونحن كمسلمين نحرص ليس على سلامة النفس البشرية فحسب، بل على كل نفس تنبس بها الحياة. وهذا من منطلق ديني.. ولنا في كتاب الله أصدق دليل، وفي هدي سيد المرسلين أوضح سبيل. والقصص والعبر أكثر من أن تذكر. ومع هذا السياق وحول الحفاظ على النفس لنا حول الهدي الإلهي - (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) وقفة. لعلنا أخي وأختي ونحن نقود المركبة نستشعر هذا النهج.. حين نحتاج إلى تصفح شبكات التواصل الاجتماعي فيجب على كل منا أن يتأمل في هذه الآية، وأن يتدبر معناها القرآن الكريم لم يتطرق لهذا عبثا، فكل ما ذكر لأخذ العبرة والحيطة والاحتراز، فالعقل البشري قدرته ومعرفته مهما كانت تبقى ضئيلة جدا أمام التركيز هنا والمتابعة هناك في نفس اللحظة، وقد يغيب عنه بين الأمرين ما خلف الستار ولا يدرك ما سيترتب على استخدام الهاتف والانهماك فيه، حتى إن هناك من يتخيل ويزعم بأنه خارق الذكاء، وأنه استثناء، بل إنه من فئة تملك قدرة فولاذية يستطيع من خلالها القيام بعدة أشياء في آن واحد، فيترتب على هذا الزعم الخاطئ حادث شنيع يؤدي إلى هدر الأرواح والممتلكات ويمتد إلى أشخاص آخرين لا ذنب لهم، الأمر ليس مجالا للتجربة أو التحدي وإثبات براعة أحدنا وذكائه، وقد تتفق معي أخي وأختي أن مثل هذا السلوك الخطير يحتاج إلى حزم وجدية لأنه يتعلق بإزهاق أرواح بريئة والإضرار بها، وليس هناك أثمن وأغلى من الروح التي وهبنا الله إياها وأودعها في الأرض لإعمارها. الموضوع يثير القلق والذعر، الموضوع يحتاج إلى تنفيذ القوانين التي تحمي الأرواح والممتلكات في زمن نرى كثيرا ممن يقود المركبات وهو يد على المقود وأخرى تداعب الجوال، والعقل صادر وارد بين ما يحمله الهاتف وبين كواليس تضج بها الطريق.