كتب د. عادل صادق رحمه الله عن الزوجة الناجحة والفاشلة بياناً كاملاً بليغاً نذكره هنا لأهميته وإليك هو: الزوجة الناجحة قبل كونها زوجة وقبل الحب هي أولاً امرأة سوية ناضجة وتعتز بكونها امرأة، تعي دورها في الحياة كزوجة وأم. هي زوجة قادرة على احتواء الزوج بالحنان والاهتمام، مدركة لاحتياجات الرجل، فهي تعرف بفطرتها وبساطتها أن بالرجل جزءاً كالطفل يحتاج إلى أم، وبه جزء ناضج واع منطقي يحتاج إلى زوجة، وبه جزء أبوي يحتاج فيه أن يؤدي دور الراعي المسؤول والقائد، ولهذا فهي تعطيه حنان الأم وحب الزوجة وخضوع الابنة المتفهمة. هي تعرف أن الرجل يتوقع الاهتمام من الزوجة، يتوقع التقدير، ولذا فهي تعيش أحلامه وانتصاراته وأمجاده حتى إن كانت هي الشاهدة الوحيدة عليها، تعيش حياته واهتماماته وعمله لحظة بلحظة، ولا تفارقه لحظة. هي زوجة ثرية العقل غنية الروح.. تعيش الحياة بفهم يدفعها إلى الانفتاح على الكون، فتفهم من أمور الحياة وأحوال الدنيا ما يجعلها مثقفة، متفتحة، فاهمة، متعلقة، عذبة الحديث، مقنعة المنطق، مؤثرة بأفكارها وروحها. ولذا، فمن حبها لزوجها وإحساسها بحب زوجها لها، تدرك أن تأثيرها لايكمن في جمال شكلها، وإنما يكمن في جمال عقلها ورونق روحها. هي الزوجة التي تملك روحاً سمحة ونفساً طيبة وطباعاً هادئة غير متسلطة، غير عدوانية. لا تستهويها سلطة أو قيادة أو زعامة.. ولأنها ارتبطت برجل تحبه وتثق به وتطمئن إليه، فإنها تسلّم له قيادة مركب الحياة تساعده بعقلها وبجهدها، تقف بجانبه وليس وراءه ولا ترضى أن تقف أمامه. أن تكون «غيرتها» نابعة من حبها بهدف الحفاظ على حبها وزوجها الذي تثق به، فهو جدير بالثقة ولأنها تثق بنفسها أيضاً وفوق كل ذلك وقبل كل ذلك ثقتها بالحب الذي يربطها بزوجها، غيرة عاقلة، هادفة، هادئة تسعد الرجل وفي نفس الوقت تحذره وتوقظه وتنبهه. إخلاصها ووفاؤها ليسا محلاً للنقاش أو تأكيد وإلا أصبحت كل الأمور عبثية. من خلال سلوكها الاجتماعي المتوازن الراقي الذي يعكس حكمتها وتوازنها النفسي وثقتها بنفسها وعدم احتياجها لكلمات الإطراء وعبرات المديح وتلميحات الغزل. فهي ترفض ذلك بإباء نابع من حسها الأخلاقي القوي ومن احترامها لذاتها واحترامها لكيانها كزوجة، ولأنها واعية وناضجة وذكية، فإنها لا تستخدم سلاح الشك والغيرة لإذكاء مشاعر زوجها نحوها؛ لأنها تعرف أن هذا سلاح مدمر يقضي على الأحاسيس الطيبة لزوجها، يقضي على إحساسه بالأمان. أن تكون مبادئها، إيجابية، مشاركة، متعاونة، فعالة. وذلك في إدارة شئون حياة الأسرة وأن تعرف جيداً أنها مصدر الحياة، ومصدر الاستمرار، ومصدر الاستقرار، وأنها هي القائد من الداخل، من الباطن، وأن مصدر قوتها هو الحب والاحتواء والفهم والوعي والذكاء، الذكاء الأنثوي الفطري الذي يدرك بالحس الداخلي وباللاشعور أنه لولا المرأة لما كانت الحياة، المرأة الزوجة، المرأة الفاضلة. أن تستند حياتها كلها إلى قاعدة أخلاقية، تتمثل في القيم الرفيعة من صدق وأمانة وتواضع وتسامح ينعكس في سلوكها العام وحياتها الزوجية. أن تكون تقية، مؤمنة.. لا خير في امرأة لا تعرف ربها، ولا اطمئنان مع زوجة لا ترعى حدود خالقها!. الزوجة الفاشلة أن تكون عاجزة عن الحب. أن تدخل في منافسة مع الرجل. أن تكون عدائية متسلطة. أن تكون تافهة العقل. أن تفتقد لمشاعر الانتماء للبيت ويصبح زوجها على هامش حياتها. أن تتمتع بالاستهتار والسطحية والمبالغة والاهتمام بالمظهر الذي يكشف عن جوهر ضحل. أن تكون قاعدتها الأخلاقية مثقوبة، فتهدر القيم وخاصة المتعلقة بالولاء والالتزام والإخلاص في الحياة الزوجية. أن تكون غير متوازنة نفسيا، فتتذبذب انفعالاتها، وتتأرجح ثقتها بنفسها، فتندفع نحو حماقات ومهاترات لتأكيد الذات والدفاع عن النفس ضد اعتداءات وهمية. وبذلك تتسم حياتها بالعنف، والعداوة والشك وسوء الظن. أن تفتقد لمشاعر القدسية، قدسية الإنسان، قدسية العلاقة الإنسانية، الصداقة، الحب، الزواج، الأمومة، وهذا يجعلها تتناول الأمور الجادة تناولاً سهلاً رخيصاً يفتقد للبراءة والطهارة. أن تتمتع بالغرور والأنانية والنرجسية، فلا تعطي وإنما تصبح طرفاً ناشزاً في علاقة أساسها العطاء وهي العلاقة الزوجية.