أكد رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتور عبدالناصر أبو البصل أن التوائم الملتصقة بحسب المراجع الطبية تقرر أنهما من جنس واحد، فإما أن يكونا ذكرين أو أنثيين أما فكرة (ذكر وأنثى ملتصقين) فأمر مستبعد نظراً للاختلاف في الصبغيات (الكروموسومات) بين الذكر والأنثى، والأصل أن يكون (حدوث التوائم الملتصقة تحديداً) من خلية واحدة ذكراً أو أنثى. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية للدورة العشرين للمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي التي ترأسها المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وناقشت موضوع: (التوائم المتلاصقة) من خلال العرض المقدم من وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة واستعرضه نيابة عنه أحد أعضاء الفريق الطبي المساعد في عمليات فصل التوائم. وقال الدكتور محمد الزمخشري: إن المملكة تمتلك أكبر خبرة عالمية في هذا الموضوع، حيث صار يتم تشخيص هذه الحالات وتحديد أنواعها في أثناء فترة الحمل، وإن فصل التوائم المتلاصقة بدأ في المملكة قبل (30) عاماً، حيث تم التعامل مع (62) حالة من ست عشرة دولة وتم فصل (28) حالة منها بنجاح، بينما قرر الفريق الطبي عدم فصل (34) حالة لأسباب طبية، من أهمها اشتراك التوأمين بمخ واحد أو قلب واحد. وأوضح أن جميع الحالات التي تم فصلها كان فيها لكل من التوأمين المتلاصقين قلب ومخ خاص به. وقدم البحث شرحاً عن نشوء التوائم السيامية، حيث تنشأ من بويضة ومشيمة واحدة وتعد متشابهة ومتطابقة لم يكتمل انفصالها وتولد متصلة في منطقة أو أكثر من الجسد. وهي متطابقة الجنس والصفات الوراثية. وأثار البحث عدداً من التساؤلات تاركاً الإجابة الشرعية للعلماء والفقهاء في المجمع، ومن أهمها: هل التوأم السيامي شخص أم اثنان؟ وما حكم التضحية بتوأم ليعيش الآخر؟ وما حكم الإرث للتوائم السيامية؟ وما حكم الإقرار بالعملية الجراحية؟ وما حكم الزواج للتوائم السيامية؟ وما حكم القصاص للتوائم السيامية؟ وما حكم الأعضاء التناسلية المشتركة؟ وما حكم الإجهاض للتوائم السيامية؟ وأكد الباحثون أن بحث هذه المسائل ليس الغرض منه الوصول إلى الحكم فقط، بل مجرد البحث مقصود بحد ذاته لتنمية الملكة الفقهية، ولتفتيق الأذهان للبحث والتفكير. كما أكدوا على حرص فقهاء المسلمين وعلمائهم على مر العصور على فقه النوازل، ومحاولتهم الجادة للحكم فيها، مما يدفع طالب العلم للبحث في كل ما يجد في حياة الناس ودراسته وعرضه على نصوص الكتاب والسنة وفقه السلف للوصول إلى الحكم الشرعي، وسعة الشريعة الإسلامية وسماحة الدين، حيث تيسران كثيراً من العبادات والتكاليف الشرعية على من تشق عليه.