أوضح وزير الخارجية، عادل الجبير، أن توقيع اتفاقية جدة للسلام بين دولتي جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية وإريتريا في مدينة جدة، أمس، جاء نتيجة جهود بذلتها كل هذه الدول، وجهود خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، امتدت على مدى أشهر طويلة، وكانت هناك زيارات متبادلة ُبحث خلالها سبل وإمكانيات الوصول إلى اتفاق بين البلدين المتجاورين. وقال الجبير، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع أمين عام الأممالمتحدة، أنطونيو جوتيريش، بفرع وزارة الخارجية بجدة أمس: «بسبب الشجاعة السياسية لقادة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وقادة دولة إريتريا وصل الطرفان إلى هذا الحل التاريخي، الذي نأمل أن يسهم في أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، ما سيفتح المجال إلى مزيد من التعاون والتجارة والاستثمار من العالم كله». ورحب وزير الخارجية بالأمين العام للأمم المتحدة، وحضوره مراسم توقيع اتفاقية جدة للسلام بين جمهورية إثيوبيا ودولة إرتيريا، فيما يتعلق بحل النزاع الذي دام أكثر من عشرين عاماً، معربًا عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة زيارته للمملكة، مشيرًا إلى أن اجتماعاته مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد كانت بناءة. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة له:«أنا سعيد للغاية لتواجدي في جدة، حيث أتيحت لي الفرصة لكي أشهد هذه اللحظة التاريخية»، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاقية السلام بين رئيس إريتريا ورئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية في الواقع حدثٌ تاريخي له مغزى مهم جداً في عالمنا الحالي، فقد شاهدنا صراعًا طال أمده إلى ما لا نهاية، وللأسف فإن كثيراً من الصراعات تتضاعف وتدوم طويلا. وأعرب عن تقديره العميق للدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة، لتسهيل الاتفاقية والمساهمة في لم شمل الطرفين. كما نوه بشجاعة ورؤية وحكمة رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الذي أظهر قدرة على التغلب على عراقيل الماضي الهائلة وفتح فصل جديد في تاريخ بلاده، وبالطريقة التي تجاوب بها رئيس دولة إريتريا بشكل فوري مع مبادراته السلام. وأشار إلى أن هناك نافذة أمل تطل على القرن الإفريقي، فالأمر لم يعد فقط سلام بين إثيوبيا وإريتريا، بل يتعدى ذلك متمنياً أن يرى تحسناً عاماً لعلاقات بلدان المنطقة. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن نافذة الأمل هذه في غاية الأهمية، حيث يشهد عالمنا اليوم وللأسف، شحًا لمثل هذه المبادرات، معبراً مرة أخرى عن امتنانه وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية على هذه الفرصة لنشهد واحدة من أهم اللحظات في طريقنا لإعادة بناء بيئة سلام في عالمنا المضطرب.