رغم ما يثار في وسائل الإعلام عن العنف ضد العاملات المنزليات في المملكة إلا أن هناك قصصاً أخرى تجسد الرحمة بالعاملات المنزليات وتحكي واقعاً مخالفاً يضيء جانبا كبيراً من القصة. فليست الحوادث الفردية التي تنشر هنا وهناك هي الصورة الكاملة لحياة العاملات المنزليات داخل البيوت السعودية فهناك الكثير والكثير من قصص التراحم بين الأسر والعاملات المنزليات تعكس أخلاق الشعب السعودي وكرمه كما تعكس روح الإسلام والالتزام بتوجيهات نبينا الكريم. "الوطن" سعت لكشف العديد من وقائع الخير بين الأسر السعودية والعاملات المنزليات رغم محاولة الكثيرين إخفاءها احتساباً للأجر من الله وعدم الكشف عنها كي لا يخالط عملهم طلب السمعة أو الرياء. فيحكي العقيد محمد السبيعي عن العاملة المنزلية "أليسا" الفلبينية وعلاقة عائلته بها ليقول "كبر أطفالي معها فأصبحت فرداً من العائلة، تدير شؤون المنزل منذ 32 عاما، ملتزمةً بجدول عمل يومي يبدأ من السادسة صباحاًً". وتساءل ما الذي يجبرها على المكوث معنا طيلة هذه السنوات؟ إلا لأنها وجدت الأمان معنا, وفي المقابل وجدنا الراحة والإخلاص في عملها، فنحن نعاملها كما أمرنا الله ورسوله، فهي في غربة وبعيدة عن أهلها وأصبحنا نحن أهلها، وديننا أمرنا بالرفق بهن وهذا سر مكوثها معنا طيلة هذه السنوات، وهي تؤكد أنها ستبقى معنا حتى نطلب نحن منها أن تعود لأهلها في الفلبين حيث تركت طفلتيها التوأم وعمرهما ثلاثة أشهر وهما الآن أصبحتا أمّين". وتتحدث المواطنة أسماء أبو بكر (من ذوي الاحتياجات الخاصة) عن علاقتها بالعاملة المنزلية الإندونيسية "أننج"، مؤكدة أنها تربت على يديها منذ طفولتها ولمدة 17 عاماً، دون أن نشعر بأنها غريبة. وقالت : لقد شاركتنا أفراحنا وأحزاننا ولولا أنها وجدت الراحة معنا لما استمرت معنا كل تلك السنين". وتبدي أسماء استغرابها من تلك القصص التي تروى عن العنف مع العاملات المنزليات، وتعلق بقولها: "لا أعلم كيف ولماذا يلجأون إلى هذا النوع من السلوك المخزي". ومن القصص الأخرى التي تعكس الأخلاق الإسلامية والتي لم يرد صاحبها ذكر اسمه أنه قام بتزويج عاملتهم المنزلية بالسائق الخاص وأعفاها من العمل ليحضر أخرى بدلاً منها, كما قام بمساعدتها وزوجها (السائق) في تجهيز منزل الزوجية وكان يحرص على زيارتهما من وقت لآخر. وعندما حملت وحان موعد ولادتها تركت أسرته العاملة الأخرى لتقوم برعايتها خلال فترة الولادة. و يشير المواطن يوسف العوام إلى أن العاملة المنزلية ساهمت في تربيتهم، ورغم تقدمها في العمر ما زالت تعيش معهم , ولتقدمها في العمر قامت الأسرة باستقدام عاملتين أخرتين للخدمة عوضاً عن المربية التي أصبحت فرداً من أفراد العائلة. أما أعجب القصص جميعها فهي ما رواه عبد الله، حيث وجد فتاتين تقومان بدفع عربة لذوي الاحتياجات الخاصة على الكورنيش في محافظة الدمام تجلس عليها امرأة تكشف ملامحها أنها من شرق آسيا، ليسأل عن قصتها ويكتشف أن تلك العائلة توفي ابنها في حادث سيارة وكانت العاملة برفقته وتعرضت لإصابة أدت إلى شللها لتتبناها العائلة باعتبارها فرداً منها ويقومون برعايتها دون كلل أو ملل.