بعد أسابيع من الصمت حيال الموجة المتصاعدة للانتفاضات الشعبية وسقوط حر للعملة المحلية «الريال»، أثبتت تصريحات الولي الفقيه لنظام الملالي في إيران، المرشد علي خامنئي، يوم الاثنين الماضي، أنه لا مخرج من المأزق المميت الذي يحدق بكل نظامه. وحسب أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد حاول خامنئي منع انتشار روح الإحباط وخيبة الأمل في بدن النظام بالتقليل من الآثار الاقتصادية للعقوبات الأميركية، ومدافعا عن الفساد، مشيرة إلى تجاهل خامنئي، نهب ثروات البلاد من قبل قادة النظام وتبديدها في المشاريع النووية اللاوطنية والصاروخية وإثارة حروب خارجية.
مواقف متناقضة فيما يخص انهيار الوضع الاقتصادي، ألقى خامنئي بالمسؤولية على كاهل الرئيس حسن روحاني، منتقدا عدم جاهزية حكومته للعقوبات الأميركية ، وأن المشكلات التي نجمت عن العقوبات جاءت نتيجة سوء أداء حكومة روحاني، ملوحا بسؤوليتها عن تبديد «18 مليار دولار من العملة الموجودة في البلاد»»، ومهددا بأن السلطة القضائية ستتعامل مع «أولئك الذين سبّبوا تهاوي قيمة العملة الوطنية». وفي موضع آخر طالب خامنئي ببقاء الحكومة و»ممارسة واجباتها بقوة في حل المشكلات»، بما يشير إلى ارتباك المرشد الإيراني، وعدم حسم أموره بشأن الحكومة التي حملها في مستهل تصريحاته مسؤولية الانهيار الاقتصادي. وبشأن المفاوضات النووية، اعتبر خامنئي الذي كان يقود المفاوضات النووية، أنه أخطأ بخوض هذه التجربة، والسماح ل «روحاني وظريف» بتجاوز الخطوط الحمراء المحددة، بما يؤشر مرة أخرى إلى تناقض المرشد الإيراني، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
التشكيك في المتظاهرين ووفقا للمقاومة الإيرانية، فإن تصريحات خامنئي أظهرت مخاوفه من حصول أي تغيير في الوضع الموجود، حيث يسبب انفجارا اجتماعيا، مشيرة إلى وصفه للمطالبين بتغيير النظام بأنهم يشاركون فيما وصفه ب» خطة العدو»، لافتة إلى أن هذا الوصف جاء للتشكيك في المتظاهرين وشق صفوفهم، خاصة وأن الواقع أثبت أن تلك التظاهرات المناوئة للنظام شملت العديد من المدن الإيرانية، بما في ذلك العاصمة طهران وكرج وأصفهان ومشهد، ورفع المتظاهرون خلالها شعارات«الموت لخامنئي» و«الموت للدكتاتور»، كما عبر المتظاهرون عن إرادة الشعب بالمطالبة بإسقاط النظام. واعترف الولي الفقيه بأن نظامه يعيش وضعا ضعيفا وهشا للغاية، غير أنه لجأ إلى لغة العواطف باستثارة الشعب ضد الولاياتالمتحدة، مؤكدا أنه «لن يتفاوض مع إدارة ترامب الحالية أبدا»، وبذلك بيّن خامنئي مرة أخرى أن تغيير سلوك النظام سيؤدي إلى تغيير النظام. التدخلات الخارجية شدد خامنئي على نفي كامل لاحتمال الحرب، مهاجما المعارضين ممن يرون أن اعتماد سياسة حازمة ضد هذا النظام الإرهابي بمثابة حرب، بما يعني استخدام خامنئي لهذه الفزاعة كآداة حقيرة لإنقاذ النظام من السقوط المحتوم على يد الشعب، الذي يطالب بالديمقراطية والسيادة الشعبية، بدلا من الدكتاتورية الدينية. من جهة أخرى تجاهل خامنئي مطالب الشعب في التظاهرات «اتركوا سورية وفكروا في حالنا»، ودافع خامنئي عن تدخل بلاده في شؤون سورية والعراق، مؤكدا بذلك على استمرار تدخلاته الإجرامية في شؤون دول المنطقة.
دلالات تصريحات خامنئي 01 دافع عن الفساد وتجاهل نهب ثروات البلد 02 حمل الحكومة مسؤولية الانهيار الاقتصادي وعاد ليطالب ببقائها 03 أدار الاتفاق النووي ثم حمل معاونيه المسؤولية 04 شكك في نوايا المتظاهرين خوفا من توسع الانتفاضة
05 لعب على عواطف الشعب بمهاجمة أميركا
06 تجاهل المطالب الشعبية بعدم التدخل في شؤون دول المنطقة