استعرضت دراسة نشرها موقع الراديو الوطني الأميركي آلاف الدراسات التي نشرت حول قضية «القلق الرياضياتي»، واكتشفت أن الخوف الشديد من الرياضيات، بغض النظر عن الكفاءة الفعلية للفرد، يؤثر على الطلاب من جميع الفئات العمرية، من الروضة وحتى الجامعة، بل إن هذا الخوف يؤثر على كافة جوانب الحياة للفرد، ويؤثر على إنتاجيته فيما يتعلق بحساب النفقات الخاصة به، بغض النظر عن تأجيل بعض الأعمال التي تدخل فيها الأمور الحسابية. قلق يمتد للحياة اليومية يقول التقرير إن القلق من الرياضيات يمتد إلى الحياة اليومية للبالغين، فنحن نؤجل التقاعد، ونتجنب فهم المخاطر الصحية، وحتى نحاول نتجنب حساب إكرامية، وحتى المعلمون يعانون من القلق الرياضياتي، الأمر الذي اتضح بأنه يؤثر سلبا على درجات الطلاب، خصوصا عندما يكون كل من المعلمين والطلاب من جنس الإناث، فالفرضية هي أن القلق يتفاعل مع الصورة النمطية السلبية لقدرات النساء.
الأستاذ جعلني أكره الرياضيات إلى الأبد في برنامج «تاكوما» بجامعة عامة في ولاية واشنطن، طلب عضو هيئة التدريس بول ماكريري من الطلاب بأن يكتبوا «مذكرة صغيرة» عن تجاربهم مع الرياضيات، و قدّر بأن في المتوسط 23 طالبا من بين فصل مكون من 25 طالبا مستجدا لا يحبون الرياضيات، (وهذه تساوي نسبة 92%، أي نسبة كثيرة). تقول الدراسة إنه وجد في المذكرات الخاصة بحب الرياضيات عبارات مثل «أحببت الرياضيات حتى الصف السادس، وبعد ذلك الأستاذ هانريتشان جعلني أكرهها إلى الأبد». يقول ماكريري: إن الطلاب يتذكرون اسم المعلم أو المعلمة التي جعلتهم يكرهون مادة الرياضيات، وفي بعض الأحيان يصفون اليوم الذي حدث فيه ذلك»، هذه هي نقطة التحول التي جعلت الطلاب يكرهون الرياضيات. وأضاف: كتابة جميع هذه الأمور تساعد الطلاب على توضيح تجاربهم السيئة مع الرياضيات في الماضي، كما أنها توضح، لمعلميهم وأنفسهم، بأن لدى الطلاب مهارات أخرى.
مادة العلوم وعلاقتها بالرياضيات تقول طالبة أخرى: «كانت الرياضيات أكبر مخاوفي في الحياة»، وأضافت: «لقد درست في نظام تعليمي قول إن العلوم والرياضيات مهمة جدا، وإن كل طالب يتم تحليله وقياسه بناء على درجاتهم في هاتين المادتين». إحدى الطالبات تذكرت تغيير المدارس عندما كانت في الصف الرابع وقالت: «سأقول إنه من هنا تتأصل مشكلتي مع الرياضيات، لم أكن مرتاحة في مدرستي الجديدة ولم أشعر بالارتياح بالتعبير عن ذلك أو طرح الأسئلة عندما لم أفهم، لقد شعرت وكأنه كان هنالك بعض الطلاب الذين تميزوا على عكس الباقين». يقول ماكريري، الذي يحمل شهادة دكتوراه في الرياضيات من جامعة إلينوي وشهادة ماجستير في التربوي من جامعة هارفرد، إنه يحب الرياضيات، و لكن الأمر الذي يحبه «بشدة» هو كيف يستطيع الفرد التغلب على إحساس عدم القدرة على الرياضيات، ونتيجة لذلك يكون شخص لا يستحق شيئا». طلابه جاءوا من مختلف الخلفيات والتجارب، ولذلك تم تصميم البرنامج كي يخدم هذا التنوع، وأن يقدم تجارب تعليمية غنية وفي الوقت نفسه يسمح ببعض المرونة، كي يعملوا في مختلف الوظائف والمتطلبات الأخرى.
أهم اكتشافات برنامج الرياضيات الأميركي
01 الخوف من الرياضيات يمتد إلى الحياة اليومية 02
يمكن أن يستمر الخوف من الرياضيات من الروضة وحتى الثانوية 03 92 % من الطلاب الأميركيين لا يحبون الرياضيات 04 القلق الرياضياتي يمتد إلى الحياة العملية ويؤخر الإنتاجية 05 معظم الطلاب يتذكرون المرحلة التي كرهوا فيها الرياضيات والمعلمين الذين تسببوا في ذلك