فيما عاد الهدوء الحذر ليخيم على محافظة إدلب السورية بعد سلسلة من الغارات والضربات التي استهدفت جنوبها وخلفت 31 قتيلا وعشرات الجرحى، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مواصلة فرق الإنقاذ والأهالي وفرق الدفاع المدني، عملية البحث تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي الذي طال القطاع الغربي من ريف حلب، حيث تتواصل عملية البحث عن جثامين وجثث لناجين من تحت أنقاض الدمار في بلدة أورم الكبرى، التي شهدت مجزرة نفذتها الطائرات الحربية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إدلب شهدت مساء أمس حالة من الهدوء بعد ليلة دامية استهدفت خلالها الطائرات الحربية والمروحية عموم الريف في إدلب بعشرات الغارات، والبراميل المتفجرة شملت مدينة معرة النعمان وأطرافها، وبلدات وقرى التمانعة، وترملا، والهبيط بالريف الجنوبي. يأتي ذلك بالتزامن مع استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية ضخمة من آليات وجنود لأرياف كل من حماة وإدلب واللاذقية. حمام دم دعت الأممالمتحدة في وقت سابق إلى إجراء مفاوضات عاجلة لتجنّب «حمام دم في صفوف المدنيين» في محافظة إدلب، آخر معقل للمقاتلين المعارضين للنظام في سورية، في تحذير يأتي عقب قصف شنّته قوات النظام على المنطقة تمهيدا لهجوم مرتقب. وصرّح يان إيغلاند، رئيس فريق مهمّات الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة «لا يمكن السماح بامتداد الحرب إلى إدلب». وكان النظام السوري قد حذّر من أن المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد ستكون أولويته العسكرية التالية. وذكرت تقارير أن نيران المدفعية والصواريخ أصابت الخميس الماضي مواقع في المحافظة. وقال إيغلاند إنه لا يزال «يأمل» في أن تتمكن الجهود الدبلوماسية الجارية من منع عملية عسكرية برية كبيرة يمكن أن تجبر مئات الآلاف على الفرار»، مضيفا أن «الأمر سيئ الآن، ويمكن أن يصبح أسوأ بمئة مرة». ويبلغ عدد سكان إدلب نحو 2,5 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من المعارضة والمدنيين الذين تم نقلهم بشكل جماعي من مناطق أخرى سيطرت عليها القوات السورية بعد هجمات مكثفة. إلى ذلك، تصدت الدفاعات الجوية السورية مساء أول من أمس «لهدف معاد» غرب دمشق قرب الحدود مع لبنان، حسب وصف وسائل إعلام تابعة للنظام.