نعود من جديد لطرق موضوع الإبداع وقصة النجاح في الثقافة والعلوم والآداب والصناعة والاقتصاد في الماضي والحاضر على المستوى الفردي، حيث يبرز لنا الكثير من الأسماء، ولسنا هنا في سبيل الحصر بل تسليط الضوء على البعض الذين ساهموا في بناء وإثراء الحضارة الإنسانية بإبداعهم وإنتاجهم. في الماضي مرت علينا أسماء من عالمنا العربي نأخذ منهم الأعشى وأبا العلاء المعري والبحتري والأخفش، ومن بقية العالم هناك هيلين كيلر وليوناردو دافنشي والأكسندر دوماس وفي الحاضر ستيف جوبز هذه الأسماء تجمعها الإعاقة وقلة النسب ولكنها مع هذا وضعت بصمتها وصارت موثقة في التاريخ بعظم إبداعها رغم الظروف والمصاعب، وأصبحت مثالا يحتذى لكل من يبحث عن الطموح والتفوق. فهل هذا إبداع فطري؟ نعم فطري أي موهبة من الله التي تمتزج بين الذكاء وقوة الملاحظة والنباهة التي تغيب الشكل والانتماء والغنى، والتي هي في وقتنا الحاضر سمة يعتقد البعض أنها إحدى علامات التفوق والنبوغ، وهذا حاصل في الكثير من المجتمعات، وهي بطبيعة الحال لا تغيب عن مجتمعنا الذي تأصل لها وخاصة في الانتماء أو الاسم بدرجة عالية من التركيز، بل يزيد من الطين بلة إذا كان هناك تعال وفخر في هذا الانتماء ونظرة دونية وازدراء للبقية، التي بدورها تساعد على تفكيك وحدة المجتمع وتماسكه الذي هو في أشد الحاجة في وقتنا الحاضر إلى التوحد والتماسك في مواجهة الأحداث التي تعصف بمحيطنا.