نجحت تجربة اعتمدتها شركة نيوزيلندية قضت بترك موظفيها يعملون 4 أيام في الأسبوع مع تقاضيهم أجر 5 أيام، في زيادة إنتاج وإبداع الموظفين الذين أبلغوا عن تحسن بنسبة 24% في التوازن بين العمل والحياة، وعادوا إلى العمل نشطين بعد أيام إجازاتهم. وأثمرت التجربة كذلك عن توفير نحو 20% في قيمة فواتير الكهرباء التي تلقتها الشركة بعد تخفيض عدد أيام العمل.
نجحت شركة نيوزيلندية بترك موظفيها يعلمون 4 أيام في الأسبوع مع تقاضيهم أجر خمسة أيام، مثبتة أن هذه التجربة مفيدة للغاية، وهو ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. واللافت أن من نتائج التجربة أن فاتورة الكهرباء الخاصة بالشركة انخفضت قيمتها. وقالت الصحيفة، إن التجربة كانت ناجحة جدا، حيث تأمل الشركة في أن تجعل هذا التغيير دائما. ووفقا لتصريح شركة «بيربوال جارديان»، التي تدير شؤون الوصايا الائتمانية والعقارية، فإن هذا التغيير قد عزز بالفعل الإنتاجية بين موظفيها البالغ عددهم 240، حيث أكدوا أنهم أمضوا مزيدا من الوقت مع أسرهم، وفي ممارسة الرياضة، والطبخ، والعمل في حدائقهم. وأجرت الشركة هذه التجربة -التي خفضت أسبوع العمل إلى 32 ساعة من 40 - في مارس وأبريل من هذا العام، وطلبت من باحثين دراسة الآثار على الموظفين.
تحسن نسبي قال أستاذ الموارد البشرية في جامعة أوكلاند للتكنولوجيا، جارود هار، إن الموظفين أبلغوا عن تحسن بنسبة 24% في التوازن بين العمل والحياة، وعادوا إلى العمل نشطين بعد أيام إجازاتهم. وأضاف هار أن المشرفين قالوا، إن الموظفين كانوا أكثر إبداعا، وكان حضورهم أفضل، وفي الوقت المحدد، ولم يتركوا العمل مبكرا أو يأخذوا راحات طويلة المدة. وفي الواقع «لم يتغير أداؤهم الفعلي عند القيام بعملهم لمدة أربعة أيام بدلا من خمسة في الأسبوع». قال العاملون إن التغيير دفعهم إلى إيجاد طرق لزيادة إنتاجيتهم أثناء وجودهم في المكتب. ولقد تم تخفيض الاجتماعات من ساعتين إلى 30 دقيقة، وأظهر الموظفون إشارات توحي بأنهم بحاجة إلى وقت للعمل دون إلهاء. وقال مؤسس الشركة، أندرو بارنز، إنه يعتقد أن شركته كانت أول شركة تجارية في العالم تدفع للموظفين أجر 40 ساعة في الأسبوع، في حين أنهم يعلمون 32 ساعة فقط، علما بأن شركات أخرى سمحت لموظفيها بالعمل أسابيع أقصر عن طريق ضغط 40 ساعة قياسية للعمل في أيام قليلة، أو السماح للأشخاص بالعمل بدوام جزئي مقابل راتب مخفض.
توفير في الكهرباء قال بارنز، إن النتائج أثبتت أنه عند تعيين الموظف، يجب على المشرفين التفاوض على المهام التي يتعين القيام بها، بدلا من وضع قيود على ساعات العمل التي يجب أن يمكثها في المكتب. وأضاف «يجب أن يكون العقد المتفق عليه حول مستوى الإنتاجية.. فإذا قمت بتسليم ذلك العمل في وقت أقل، فلن يكون هناك سبب لتخفيض راتبك». ولاحظ بارنز أن الشركة تلقت فواتير كهرباء أقل بنسبة 20% في حالة العمل أربعة أيام في الأسبوع، وقال إن التغيير في ساعات العمل قد يكون له تأثير إيجابي أوسع إذا اعتمدت شركات أخرى مثل هذه الاستراتيجية.
الأمهات المستفيدات قال بارنز، إن الأمهات العاملات يستفدن أكثر من هذه السياسة، لأن العائدات من إجازة الأمومة إلى العمل يتفاوضن في كثير من الأحيان على ساعات بدوام جزئي، لكنهن يؤدين ما يكافئ العمل بدوام كامل. اتفقت تامي باركر، وهي مديرة العملاء لدى الشركة، مع تقييم بارنز، فقالت «إنني أم لطفلين نعيش في أوكلاند، أمضي عطلة كل أسبوع بنظام التجربة الجديدة في أداء المهمات الشخصية الروتينية، وحضور المناسبات الاجتماعية والتسوق في المحلات التجارية، فضلا عن هذه العطلة تسمح لي بقضاء مزيد من الوقت مع عائلتي. وقال وزير علاقات العمل في حكومة نيوزيلندا، أيان جالاوي، إن العديد من النيوزيلنديين عملوا لساعات طويلة بشكل مفرط، وكان من «الرائع رؤية شركة تجد طريقة أفضل». وأضاف «أنا أحيي هذا المثال من العمل الأكثر ذكاء، وأشجع المزيد من الشركات على اتباعه». فوائد إتاحة مزيد من الوقت للموظفين مع عوائلهم. زيادة فرص إبداع الموظفين. 24% نسبة التحسن في التوازن بين العمل والحياة 20% نسبة توفير في استهلاك الكهرباء على الشركة