تباينت آراء قانونيين ومحامين حول قضية فتاة الطائف ما بين وصف فعلتها بالتحرش أم الطيش، وأكدت المستشارة القانونية نجود قاسم ل«الوطن»، أن فعل فتاة الطائف التي اعتلت المسرح في الحفل الغنائي للفنان ماجد المهندس لا يخرج عن كونه جريمة تحرش بسبب تصرفها المفروض على الطرف الآخر، مشيرة إلى أن ما قامت بهم مخالف للشريعة الإسلامية والتقاليد العامة وخادش للحياء، فيما أكد الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، المستشار الدكتور خالد الفاخري، أن تصرف فتاة الطائف قد يكون من باب الإعجاب بالفنانين مثل ما يحدث على مستوى العالم. جريمة التحرش قال الفاخري، إن كل إيحاء جنسي، سواء باليدين أو بالعيون، يدخل ضمن إطار جريمة التحرش، وأيضا ملاحقة النساء بالمركبات وهن يقدن يدخل في جريمة التحرش، مشيرا إلى أن التوقف بالمركبة عند أماكن تجمع النساء والالتفاف حولهم بالمركبات يدخل أيضا في نطاق جريمة التحرش. وأكد الفاخري، أن التفات المرأة للرجل في سيارته وفتحها للنافذة ومحاولة استلطاف الرجل في حال ركوبه مركبة فاخرة يعتبر من التحرش، فليس شرطا أن يقع فعل التحرش من قبل الرجل. ضبابية مفهوم التحرش أضاف الفاخري: «هناك ضبابية في مفهوم التحرش لدى العامة من الناس، خصوصا في الأماكن العامة، وقد يفعلون تصرفات تدخل في إطار التحرش بدون وعي منهم، وعليه فإن أي احتكاك بالنساء بدون رضا وبأسلوب يدل على الإيحاء الجنسي فإنه من التحرش». وشدد الفاخري، على أن الغزل والمجاملة الزائدة تجاه زميلات العمل من قبل الزملاء يعد من التحرش التصريح، مفيدا بأن الاستلطاف الزائد خارج الحد المعقول يعتبر من الغزل المخالف للنظام. طيش أو تحدٍّ أوضح المحامي والمستشار القانوني، أحمد المحيميد، أنه لا يمكن الجزم بثبوت الاتهام على فتاة الطائف بمخالفتها نظام التحرش إلا بعد التحقيق، فقد يكون فعلها مجرد طيش أو بغرض التحدي. وبين المحيميد أن النيابة العامة تختص بالتحقيق مع كل متهم أو مخالف لنظام التحرش، ولا يشترط وجود شكوى في مثل هذه الحالات التي تتعلق بالمساس بالنظام العام. وأشار إلى أنه لا يمكن الجزم بثبوت الاتهام على فتاة الطائف بمخالفتها نظام التحرش إلا بعد التحقيق. عدم مخالفة النظام قال المحيميد: «إذا لم يثبت أثناء التحقيق وجود تحرش وإنما كان مثلا مجرد تحدٍّ أو طيش فالعقوبة تكون تعزيرية يقدرها القاضي، وبالمناسبة فإن هذه الواقعة شهدت مخالفات أخرى تمثلت بالتحريض على الفتاة ونشر اسمها والنظام يعاقبهم كلهم». وطالب المحيميد بضرورة التحلي بالأخلاقيات الإسلامية، وعدم مخالفة النظام العام أو الإضرار بالآخرين.