هناك أمنيات تتوقف على عتبات الحلم وتتلاشى ولكنها أيضا قد تصبح واقعا «ملموسا» نعيشه ونتعايش معه، وهنا يكمن الفرق، فالحلم هو أن تغمض عينيك وتتخيل، والواقع هو أن تفتح عينيك وتتحرك، الحلم هو منفذ للضعفاء الذين لا يريدون أن يغيروا من واقعهم ومن أنفسهم متناسين أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أيها الحالم تذكر أنه لا شيء يأتيك على طبق من ذهب، وتذكر أنك حين تبقى مكانك وتتمنى فهذا هو الاستسلام. (وقل اعملوا)... ألا يكفيك هذا الخطاب الإلهي لتبدأ العمل وتغير من نفسك. لا تعلل بقاءك في مكانك على ظروفك لأن الظروف لا تصنعنا، بل نحن من نصنعها، لا تقل: لا أحد يشجعني، ولا أحد يمسك بيدي لأنك لست عاجزاً، فأنت بصير ولك بصيرة، وأنت فقط من تخرج نفسك من دائرة الضياع والفوضوية، وأنت فقط من تستطيع تحديد أهدافك لأنك أنت وحدك فقط من سيصل إلى الهدف، لا يهم أي الطرق سلكتها، ولا يهم أي أعباء تحملتها فلا يوجد طريق يخلو من العثرات، وليس كل محاولة أولى تبوء بالنجاح، كما أن كل المحاولات قد لا تبوء بالفشل، وتأكد أنك لن تشعر بالنجاح إذا لم تتعرض للفشل، لا تتردد ولا تمشي خطوة للإمام إن كنت ستعود خطوتين للخلف، لا تقف طويلا في منتصف الطريق ولا تجعل من حولك شماعة تعلق عليهم أخطاءك، وابتعد كل البعد عن التسويف، واجعل نصب عينيك «إذا عزمت فتوكل على الله» وثق بالله ثم ثق بنفسك وستصل إلى حيث تريد.