أعلنت قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، أنها استعادت سريعاً السيطرة على مساحات كبيرة في ميناءي السدرة وراس لانوف النفطيين المغلقين، اللذين يشكلان رئة الاقتصاد الليبي، بعدما انسحبت منهما قبل أسبوع أمام هجوم مسلح. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، إن قواته «سيطرت على منطقة رأس لانوف بالكامل، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وغنمت آليات وأسلحة وذخائر بكميات كبيرة». ومن جانبه أعلن مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أمس، أنه يأمل في استئناف العمليات في ميناءي رأس لانوف والسدرة بعد يومين. فرص ضئيلة للحل
يرى محللون أن المشهد الليبي يتجه لمزيد من التعقيد ولا يلوح أي أفق واضح لجمع الفرقاء السياسيين على مائدة واحدة، حيث إن البلاد تشهد حرب نفوذ وأعمال عنف بين جماعات وفصائل مسلحة متناحرة، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2011. وتوجد في البلاد سلطتان تتمثلان من جهة بحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس وتعترف بها الأممالمتحدة، وسلطة موازية في الشرق يدعمها برلمان منتخب ويدعمها المشير خليفة حفتر البالغ من العمر 75 عاما. ويؤكد الجيش الليبي أن الهجوم على مواقع النفط كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن الإرهابيين في مدينة درنة الواقعة على الساحل إلى الشرق من بنغازي، وحيث تخوض القوات الموالية للمشير حفتر هجوماً لطرد المتشددين، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد جمع أبرز أطراف الأزمة الليبية في مايو الماضي، بمن فيهم المشير حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج اللذين اتفقا على إعلان ينص على تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في العاشر من ديسمبر المقبل، إلا أن الخبراء يعتقدون أن التجزئة التي تشهدها ليبيا تجعل فرص تحقيق مثل هذه الالتزامات ضئيلة جدا. خسائر كبيرة يشكل استئناف القتال قرب منافذ تصدير النفط التي تضررت في السابق جراء أعمال عنف مماثلة بين عامي 2016 و2017، ضربة أخرى للاقتصاد الممزق، الأمر الذي يفاقم محنة الليبيين الذين يعانون نقصاً في السلع وارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، بعد أن شهدت مؤخرا انتعاشا وزيادة ملحوظة في الإنتاج. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد أعلنت الأسبوع الماضي عن توقف الصادرات من المرفاين، وأعربت عن أسفها لانخفاض الإنتاج بمعدل 450 ألف برميل في اليوم، في وقت كانت تنتج ليبيا 1.6 مليون برميل يوميا قبل عام 2011، إلا أن الإنتاج تراجع إلى خُمس ذلك ثم عاد وتجاوز المليون برميل يومياً في نهاية عام 2017.