حذر أخصائيون في التغذية من أن الأمنيات التي قد يطلقها البعض مع دخول شهر رمضان، ويعلنون فيها نيتهم الالتزام ببرامج حمية غذائية وممارسة تدريبات اللياقة البدنية، غالبا ما تتبخر، إذا لم يكن هناك إصرار وعزيمة على تنفيذها على أرض الواقع طيلة الشهر الكريم. وأوضح استشاري الأمراض النفسية وليد السحيباني في تصريحات خاصة ل»الوطن»، أن الكثير من الأشخاص من الجنسين، عادة ما تتملكهم الرغبة قبيل بدء شهر الصيام، باستثماره في اتباع حمية غذائية معنية، يُكثر فيها من الطعام الصحي، ويقلل من الأطعمة الضارة، مع السير على برنامج رياضي ولياقي طيلة ساعات الصوم، بهدف التخلص من الوزن الزائد، أو بناء جسم قوي للحصول على مظهر ممشوق القوام، وقد يلتزمون بما عزموا عليه في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، ولكنه سرعان ما تفتر عزيمة الأكثرية منهم، وتتراجع إرادتهم، ويعودون شيئا فشيئا إلى النظام الغذائي الذي اعتادوا عليه طيلة أشهر العام، ويتوقفون عن ممارسة الرياضة، بسبب فقد العزيمة والحافز على الاستمرار.
تراجع العزيمة أضاف السحيباني «تمتلئ الأندية الرياضية بعدد وافر من الصائمين في بداية شهر رمضان، وهؤلاء قد يمارسون تدريبات رياضية معينة، للحصول على صحة أفضل، أو جسم رياضي، أو التخلص من السمنة والترهلات، ولكن مع مرور الشهر الكريم، نجد هذه الأندية وقد خلت من المرتادين، وصالات التمارين الرياضية، خاوية من روادها». ويفسر السحيباني هذا الأمر بأن أمنيات تغيير السلوك الغذائي، غالبا ما تكون مرتبطة بشهر رمضان الكريم لدى الأكثرية، الذين يطلقون الوعود أمام أنفسهم، وربما أمام الآخرين، ولكن لا يلتزمون بما تعهدوا به، ربما لزيادة الجهد والتعب عليهم أثناء ممارسة التدريبات الرياضية، أو أثناء اتباع حمية غذائية غير معتادين عليها، مشيرا إلى أن سقف الطموحات يبلغ ذروته لدى البعض إذا كانوا عازمين على تنفيذ ما وعدوا به لأول مرة».
3 مراحل غذائية
قسّم السحيباني رغبة الشخص في تغيير سلوكه الغذائي إلى 3 مراحل، وهي أن يكون الإنسان لديه الرغبة في التغيير، وإذا كانت لدى هذا الشخص عزيمة وإرادة صادقة، يبدأ بالمرحلة الثانية، ويتم فيها مثلا تأمين بعض الأدوات اللازمة لبدء رحلة التغيير، مثل شراء الأدوات الرياضية، أوالاشتراك في ناد رياضي، أوالاتفاق مع مدرب لياقة، للإشراف على تدريباته، كما يبدأ في الالتزام ببرنامج حمية غذائية، بالمحافظة على تناول أطعمة معينة، والابتعاد عن أطعمة أخرى، قبل أن تبدأ المرحلة الثالثة المهمة وفيها يستمر الإنسان على عملية التغيير، ولا يتراجع عنها، مهما كانت التحديات والمعوقات. ولفت السحيباني إلى أن أكثرية الناس قد يتراجعون عما عزموا عليه، ويتملكهم اليأس من الاستمرار، مبينا أن محاربة اليأس مهم للغاية، ويجب على الإنسان إذا تراجع عما عزم عليه بتغيير سلوكه الغذائي، أن ينهض ويحاول من جديد، وينسى أسباب تراجعه، ويحاول أن يلتزم بما نوى عليه، فهذا أفضل من الاستسلام والرضوخ لليأس. وتابع «إن عملية التغيير في السلوك الغذائي وممارسة أنواع الرياضة، لا تعتمد على عقد النية وإطلاق الكلام المعسول، وإنما تحتاج أن تكون هناك عزيمة من حديد وإرادة من فلاذ، فضلا عن التهيئة النفسية، لتقبل كل ما هو جديد، والاستغناء عن القديم، بشأن نوعية الطعام وحجمه، والأهم من ذلك البقاء والاستمرار على النظام الجديد».
أسباب التراجع عن الحمية تمنية النفس باتباع حمية قاسية على مدار رمضان التكاسل والانشغال عن الجدول الرياضي اشتهاء المأكولات المختلفة طيلة الشهر غياب المحفز البشري مراحل الحمية الغذائية: الرغبة في التغيير تأمين الأدوات اللازمة لبدء رحلة التغيير الالتزام ببرنامج حمية غذائية بالمحافظة على تناول أطعمة معينة المداومة على عملية التغيير