في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن الأممالمتحدة تلقت رسائل من الحوثيين تفيد بأنهم باتوا جاهزين لعملية السلام والانسحاب من المدن وتسليم السلاح إلى الدولة، استبعد محللون في تصريحات إلى «الوطن» جدية ذهاب الحوثي نحو التسوية السياسية كون قرارهم النهائي بيد إيران، ولذلك فإن التأثيرات الإقليمية ستدفع باتجاه إطالة أمد الصراع، مبينين أن إعلان الحوثي جاء للمراوغة بهدف إعادة ترتيب أوراقه من جديد. وقال المحلل السياسي خالد الزعتر، إن العقلية الإيرانية لا تزال تتعامل بعقلية الأمس التي كانت في أوج ذروتها في عهد الرئيس باراك أوباما، عندما كانت تسعى إلى سكب الزيت على نار الأزمات واستخدامها كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب سياسية ولتخفيف الضغط الدولي عليها. خسارة القيادات أضاف الزعتر أن الحوثيين يخسرون على مستوى الأرض وعلى مستوى القيادات وخاصة بعد أن استهدفت قوات التحالف العربي الكثير من القيادات الحوثية، كما أن قوات التحالف العربي باتت على مشارف الحديدة التي تعتبر منطقة إستراتيجية استفاد الحوثيون منها كثيرا في تهريب السلاح من إيران إلى الداخل اليمني. ولفت الزعتر إلى أن الهزائم المتتالية تجعل من إبداء الحوثيين الاستعداد للتسوية السياسية أقرب للمراوغة، فالحوثي يفتقد أوراق حسن النوايا التي تحتاجها مفاوضات السلام. المرجعيات الدولية أكد الباحث السياسي هشام بن عبدالعزيز الغنام، أن خطاب الحوثي مع الأممالمتحدة يرتكز على أنه مستعد للالتزام بالمرجعيات الدولية، لكن عندما يجلس على الطاولة سيغير كلامه أو ينسحب مثلما حدث بمشاورات الكويت. وقال «الحوثي يريد أمرا من اثنين، إما الجلوس مع السعودية على طاولة مفاوضات علنية الأمر الذي لن تقبل به السعودية إلا بتنازلات حقيقية من طرف الحوثي، لأنها سبق أن أعطت الحوثي أكثر من فرصة ولكنه قابلها بالمماطلة والتلاعب، أو تشكيل حكومة مؤقتة معترف بها دولياً لكن ليس قبل تسليم الحوثي السلاح والانسحاب، ولكن من المهم معرفة أن المملكة تقف مع أي حل تقبل به الشرعية». وأضاف الغنام قائلا «لابد من القول إن الخلاف دائم على ما تسميه الأممالمتحدة «التسلسل» بمعنى ما الذي يسبق الآخر الحل السياسي ثم الأمني أم العكس، وهذه المعضلة ستستمر معنا إذا لم يغير الحوثي سلوكه العدواني فعليا». نقض العهود قال رئيس المجلس الأعلى لأبناء محافظة صعدة الشيخ عبدالخالق فايز بشر إن جماعة الحوثي قامت بنقض العهود والمواثيق، مستشهدا بستة حروب خاضتها الدولة معهم تخلل كل حرب وساطة وهدنة نقضها الحوثي، كذلك 12 حربا مع القبائل تخللها اتفاقات وخانت المليشيات كل الاتفاقات، مبينا أن ما يتحدث عنه الحوثي حاليا هو محاولة لإعادة ترتيب الأوراق لحشد حشود جديدة هو بحاجة إليها بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بميليشياته. بدوره، قال محافظ صعده هادي طرشان «ما عرفناه ويعرفه كل أبناء الشعب اليمني أن الحوثي يكذب كما يتنفس، وأنه لم يف بوعده، ولم يلتزم بعهدٍ من قديم الزمان، وأنه ينقض كل اتفاق لا يتوافق مع مشروعه قبل أن يجف حبر الاتفاق»، مؤكدا أن أفضل وسيلة لتنفيذ أي اتفاق معه هي التعامل معه بالقوة، فهي اللغة الوحيدة التي يعترف بها الحوثي والواقع شاهد على ذلك.