فيما أكد مراقبون أن محاولات المخلوع للانتقام من الشعب اليمني استنفدت خططها، يستخدم صالح آخر ما تبقى لديه من أوراق سياسية لإطالة أمد الأزمة، والتهرب من أي اتفاق سلام. وأنه في هذا الإطار لجأ إلى استخدام ورقة التطرف الذي يعتبر الداعم الأول له. وأكد محللون سياسيون أن المخلوع يحاول تدمير اليمن، قبل أن يرحل عنها، مشيرين إلى أن هدفه الأساس هو الثأر من الشعب الذي ضاق ذرعا بانتهاكاته، وقرر إسقاط نظامه عام 2011، لذلك يراوغ المخلوع من أجل الحيلولة دون تطبيق العقوبات عليه وعلى حلفائه الحوثيين، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن 2216 الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن والمؤسسات العامة وتسليم السلاح للحكومة الشرعية، بعد أن تم وضعهم في قائمة العقوبات الدولية تحت الفصل السابع، مما يقضي بمنعهم من السفر وتجميد ممتلكاتهم وأرصدتهم المصرفية. وأشار المراقبون إلى أن المخلوع استخدم منذ بداية الأزمة، الكثير من الأوراق السياسية والعسكرية والأمنية، سعيا منه لخلط الأوراق، والاستماتة في استثمار كل قدراته، مؤكدين أنه يبحث عن مخرج آمن له ولعائلته والمقربين منه، بعد أن باءت جميع خططه بالفشل، رغم محاولاته الظهور إعلاميا بمظهر القوي. الاختباء وراء الحوثيين وعن سر اختباء المخلوع وراء الحوثيين، أوضح المراقبون أنه يستخدمهم كغطاء لممارسة عمليات القتل والتنكيل بخصومه السياسيين، ولتفادي أي مسؤوليات أو عقوبات محلية ودولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، مضيفين أنه حاول أيضا إضفاء الطائفية على تآمره، رغم أن التاريخ اليمني خال من أي تناحر مذهبي. وقال الناشط في المقاومة الشعبية بتعز، سامي الشريف: إن من بين الأساليب التي لجأ إليها المخلوع لتخريب اليمن، استخدام الجيش السابق، وعلاقاته القديمة مع قيادات القبائل الموالية له، كما استخدم قيادات المؤتمر الشعبي العام لتحريك القاعدة العريضة لحزبه وإجبارهم على حمل السلاح ضد كل من يقف ضد التمدد الحوثي، وأقنع كثيرا منهم بأن الحرب معركة الجميع، وأنه سيصيبهم ما أصابه. القاعدة وداعش وأضاف الشريف أن المخلوع قام أيضا بتحريك أوراق أخرى منها القاعدة وداعش لتخدم أهدافه التخريبية، فأصبح يلعب دور الداعم والموجه لعملياتها الإرهابية التي تركزت خلال الفترة الأخيرة ضد مقدرات الدولة وقياداتها السياسية والعسكرية والأمنية. ولعبت جماعات العنف دورا في عدم استتباب الوضع الأمني في محافظة عدن بعد عملية تحريرها من الحوثيين وقوات صالح، وأكدت الكثير من المصادر الرسمية اليمنية ارتباطها المباشر بالمخلوع صالح لضرب الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة. التحالف العربي ورغم أن صالح خطط لتدمير اليمن تحت غطاء حوثي، فإن التدخل الجوي المفاجئ للتحالف العربي أسهم في تدمير البنية العسكرية للمخلوع صالح والحوثيين، وأضاع فرصهم في الاستحواذ على خيرات البلاد. ووفقا لمصادر محلية، أصبح صالح في الوقت الراهن، يتحرك في دوائر ضيقة لممارسة هواياته في المناورة السياسية والعسكرية، وللحصول على مخرج آمن له، بعد أن تضاءلت فرصه في المراوغة، نتيجة تدمير مخزونه من الأسلحة.