عدنان هوساوي كان من مدعاة إعلان قرب بث قناة SBC السعودية - غصب تحبها - أن أصبح هذا الإعلان محور اهتمام قطاع عريض من جيل الشباب الباحث عن التميز والراكض خلف كل ما هو جديد، خاصة بعد أن رفع الستار عن هذا المعلن واتضحت معالمه وفحوى محتواه، فور أن أشكل مضمونه المشوق ابتداء على عامة الناس لما اكتنف باطنه من غموض لمفردة مبهمة لم تكن بينة المصدر أو المقصد، رغم نوعية المنشور وعمق الأداء فيه، وتعمد إخفاء الهدف منها سوغ لفتح مجال خصب لتلاعب الشهية في الأنفس، وهو ما زاد من حدة الرغبة ونزعة التشوق، فالأسلوب الذي انتهجته عقلية القائمين على منظومة الدعاية والإعلان كان محل متابعة وترصد، ومحركا فعالا لمشاعر الناس، فنوعية الإثارة التي حظيت بها الوصلة الإعلانية فتحت بابا واسعا للتكهنات ونوافذ مشرعة طفقت تتقصى وبتلقائية كل المعاني المحيطة بمفهوم الغصب والإرغام. لقد كان هذا الإعلان رغم بساطته إعلانا سهلا ممتنعا وعلامة فارقة في مجال الإعلان بامتياز، حيث استطاعت فيه الآلة الإعلامية لفت الأنظار وشد الانتباه بعد أن راهنت هيئة الإذاعة والتلفزيون على لسان رئيسها الشريان على حب القناة عنوة وغصبا، فبات الجميع على إثر ذلك الرهان يتحين موعد إطلالتها البهية بحلتها الجديدة موضع التلهف والاشتياق، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سيكون هذا المولود حديث العهد بعالم الفضائيات على قدر ذاك الرهان، بحيث يكون قادرا على اجتذاب المشاهد وعلى سحب البساط من القنوات الفضائية الأخرى، وهل سيتصدر المشهد العام بكامله أم سيجتزئ قسطا منه فتتقاسم الكعكة، فالكلام في الشيء فرع من تصوره، وهل سترسم هذه القناة في غضون أشهر ملامح مغايرة عما ترسخ في الأذهان بحسب وجهات النظر السائدة عن غصب واحد وغصب اثنين، في زمن سحيق شحت فيه الخيارات المتعلقة بالمشاهد، وهل ستصبح هذه القناة قريبة من المشاهد بجميع تطلعاته المتعددة وباختلاف توجهاته وتباين ميوله، بحيث ترضخ لتلبية متطلباته في إطار التزام القناة بدورها الوطني ومسؤوليتها المجتمعية، وهل.. وهل.. وهل كل تلك الاستفهامات والأسئلة مرهونة بما سوف نشاهده في قادم الأيام، بعد أن تكتمل معالم الصورة وتتضح الرؤية بالتوازي مع رؤية هلال رمضان؟ على العموم لن يطول الانتظار كثيرا وإن غدا.. لناظره قريب.