تلقّى النظام الإيراني وأذرعه الإرهابية المنتشرة في المنطقة صفعة جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك على خلفية قطع المملكة المغربية علاقاتها الدبلوماسية بشكل كامل معه، واتهام ميليشيا حزب الله اللبنانية بدعم جبهة ما يعرف ب«البوليساريو» الانفصالية، عسكريا ولوجستيا لزعزعة استقرار أمن المملكة، لتتفكك بذلك عقد الحزب اللبناني من جديد، وتتكشف شبكاته الإجرامية في القارة السمراء التي عكف على استخدامها ممرا لتهريب الأسلحة والمخدرات من وإلى القارتين الأميركيتين خلال السنوات السابقة. وكان محللون سياسيون مغاربة، أكدوا أن النظام الإيراني كان يخطط لتأسيس حزب شيعي في المغرب، خلال ما يعرف بحزب «البديل الحضاري» المحظور، بهدف تكرار سيناريو حزب الله في إفريقيا، والتغلغل داخل مجتمعاتها لنشر الأيديولوجية الفارسية التوسعية.
تاريخ الحزب في إفريقيا يرجع تاريخ الميليشيا اللبنانية التي يطلق عليها الإعلام الأميركي مصطلح «الجوريلا» في القارة السمراء إلى سنوات عدة، إذ استغل الحزب وجود جالية لبنانية كبيرة مقيمة منذ سنين، خاصة في الدول الغربية من القارة، ليتم استغلال البسطاء منهم عبر الخطابات والشعارات الرنانة، فيما يتم استخدام الابتزاز والضغوطات ضد أصحاب الأموال منهم. ويؤكد مختصون في الشأن الإفريقي، أن من أسباب اختيار تلك الدول في الغرب الإفريقي، هو ضعف المؤسسات الأمنية والرقابية فيها، ووجود الرسوم المخفضة على الواردات والصادرات، إلى جانب أنها تعد مركزا للشحنات الذاهبة إلى الدول الأوروبية والشرق الأوسط، مشيرين إلى أن تلك الشبكات السرية تبدأ عملها عبر مقايضة منازل في لبنان وبعض الدول في الشرق الأوسط، للانطلاق في دورة غسل الأموال. فتح ممرات لوجستية يأتي ذلك، في وقت أدرجت الخزانة الأميركية، خلال السنوات الماضية، 4 شخصيات لبنانية لها صلة بميليشيا حزب الله في دول غرب إفريقيا ضمن العقوبات الدولية، إذ تم اتهامهم بتجنيد عملاء وخدمة أجندة الحزب في إفريقيا، إلى جانب العمل كسفراء للحزب في دول كل من: سيراليون، والسنغال، وكوت ديفوار، وغامبيا، مشددة على أن مهامهم تتمثل في فتح طرق لوجستية لتوريد المخدرات من أميركا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، مما يؤكد صدق التقارير التي تتحدث عن سعي الحزب إلى بناء إمبراطوريته في القارة السمراء. تمويه التحويلات المالية ترى مصادر رسمية أميركية، أن الحزب بات يستخدم طرقا تمويهية لجمع الدعم اللازم، وذلك عبر ترك المعاملات البنكية المباشرة، وتحويل الأموال عبر أفراد وعائلات بحجة وجود جالية لبنانية هناك، لتكون واجهة تعوق فكرة تتبع الأموال وإلى أين تذهب. وكانت شخصيات مسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية، أكدت أن الميليشيا اللبنانية، باتت تتاجر في كل شي غالبا، لتعويض النقص الذي لحقها نتيجة تشديد العقوبات الاقتصادية على الممول الرئيسي لها، وهي إيران، مشيرة إلى أن غالب النشاطات تتمثل في تجارة المخدرات، وغسل الأموال، وتجارة الأسلحة، في وقت تعدّ محاصرة الشبكات السرية في الدول الإفريقية ضربة قاصمة للحزب في الداخل اللبناني. وتشير تقارير استخباراتية وفقا لاعترافات أحد رموز الجالية الشيعية في نيجيريا، إلى أن الأخيرة تحتضن وحدها 30 ألف مواطن لبناني، تشكل أعمالهم التجارية 70% من الصناعة المحلية. من جانبه، يرى الخبير في شؤون الحزب، بالكلية السويدية لشؤون الدفاع، مانجوس رانستورب، أن ضعف المراقبة الأمنية والتجارية في غرب إفريقيا، شكّل حاضنة جيدة للحزب للتمدد وتمويل عملياته بشكل مريح، إلا أن الاستخبارات الدولية كشفت تلك الشبكات السرية، وبدأت في التضييق عليها. دول يتطلع الحزب إلى التغلغل فيها - المغرب - موريتانيا - تونس - ليبيا أبرز الدول التي ينشط فيها الحزب - بنين - نيجيريا - الكونغو الديمقراطية - كوت ديفوار - سيراليون - السنغال - غامبيا تسلسل تحركات الحزب لاقت الميليشيا صعوبة في تمويل عملياتها العسكرية منذ 11 سبتمبر 2001 بدأت ملاحقتها أميركيّا ودوليا عام 2011 برز اسم أيمن جمعة كمسؤول سامٍ عن تجارة المخدرات للحزب قدرت تقارير عائدات تجارة المخدرات بنحو 200 مليون دولار شهريا تمت ملاحقة البنك اللبناني الكندي وهو ثامن أكبر البنوك في لبنان لمساعدته جمعة لاحقت واشنطن القيادي في الحزب علي يوسف شرارة يترأس شرارة مجلس إدارة شركة «سبكترام» الاستثمارية للاتصالات تلاحق شرارة تهم تلقّي ملايين الدولارات للاستثمار في مشاريع تجارية لمصلحة الحزب يستند الحزب إلى قاعدة اللبنانيين المقيمين غرب إفريقيا طبقا لشهود عيان في دولة كوت ديفوار، وُجد أشخاص لبنانيون مسلحون يحمون ممتلكات أعضاء الحزب من الفوضى والنهب
أسباب انفتاح الشهية على الدول الإفريقية رسوم ضئيلة على الواردات والصادرات مراكز رئيسية للشحنات الذاهبة للدول الأوروبية والشرق الأوسط ضعف الأجهزة الأمنية والرقابية فيها وجود جالية لبنانية استوطنت غرب إفريقيا منذ عشرات السنين تبدأ الشبكات عملها بمقايضة منازل في لبنان وبعض الدول في الشرق الأوسط التمويل يكون بالتسلسل وعبر شبكات سرية الجالية اللبنانية في دول غرب إفريقيا تُقدر أعدادها بنحو 300 ألف مهاجر يعملون في قطاعات البنوك والاستيراد والتصدير والعقار والمهن الحرة أنشا الحزب شبكاته فيها لجمع التبرعات في تلك الدول يعتمد على إقناع البسطاء بالخطابات والشعارات المنمقة يستعمل أساليب الضغط على أصحاب الأموال أبرز مصادر تمويل الحزب الحالية النظام الإيراني نهب وتجارة الألماس والأحجار الثمينة في سيراليون والكونغو تجارة وتهريب المخدرات من أميركا الجنوبية جمع التبرعات من الداخل والخارج تجارة الأسلحة قدرت تقارير تراجع دخل الحزب إلى 10 ملايين دولار من نحو مئات الملايين مراحل تجارة المخدرات تمر المنتجات وأبرزها الكوكايين من المكسيك وفنزويلا مرورا بغرب إفريقيا وأوروبا ثم الشرق الأوسط يستخدم عناصر الحزب سيارات مستعملة للتمويه تتم إعادة بيع تلك السيارات عبر شركات إفريقية مملوكة للبنانيين يمتلك الحزب مزارع بمساحات واسعة تنتج المخدرات في لبنان