شهر مايو سيشكل مرحلة مهمه في تحديد ملامح مستقبل المنطقة، فهو الشهر المتفجر، كما أطلق عليه عاموس يدلين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فالكل يترقب نقل السفارة الأميركية بإسرائيل إلى القدس، وذلك في منتصف شهر مايو، وقبلها بيومين أو يوم سيعلن ترمب موقفه النهائي من الاتفاقية النووية المبرمة بين مجموعة دول 5+1 والنظام الإيراني. هناك سيناريوهات محتملة حول موقف ترمب المتوقع ومثلها حول ردود النظام الإيراني، والأرجح أن ترمب سيعلن الانسحاب من الاتفاقية وستكون ردة فعل النظام الإيراني الانسحاب أيضاً، وفي اعتقادي أن ذلك هو الخيار الأفضل لأن الاتفاقية لم تحل جوهر الأزمة، بل إنها ساهمت وستساهم في المزيد مستقبلا، نحو انغماس النظام الإيراني في العبث وصناعة الفوضى بالمنطقة، وتهديد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ولكن بالمقابل هناك ما يجب الحذر منه، فالنظام الإيراني سيعمل كعادته في استغلال قضية نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس مما يزيد في تعميق معاناة الشعب الفلسطيني، وإيجاد فجوة بين الفلسطينيين والمحيط العربي، وذلك من أجل تحقيق مصالح النظام الخبيثة. هنا لا بد أن نقول للفلسطينيين.. لا أحد ينكر تضحياتكم وبطولاتكم وندرك تماما الحياة البائسة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات، ولكن أيضا لنستمر في قول الحقيقة بأن معاناة الشعب الفلسطيني وصموده كانت محل استغلال ومتاجرة واستثمار، لصالح مصالح حزبية ضيقة سخرت نفسها لنظام طهران الداعم المستمر والحليف القوي والمتين لحماس والجهاد الإسلامي، التي تعمل ليل نهار نحو تزييف تاريخ النضال الفلسطيني لحرمان شعب فلسطين من استخلاص الدروس والعبر الكفيلة بإيجاد الطريق الأفضل لإنهاء معاناته والتوقف عن استنزاف قضيته بدون وجه حق. المساحة هنا لا تتسع لسرد الحقائق والأدلة والبراهين والدروس والعبر وحكاية صناعة السلام، الذي يبلغ عمره أكثر مما يظن ليس كل فلسطيني بل كل عربي، وليس لدي أمام هذه المساحة الضيقة إلا أن أسأل كل فلسطيني بأنه.. كيف ستحرر حماس والجهاد الإسلامي الأراضي العربية الفلسطينيةالمحتلة وفي مقدمتها القدسالشرقية وهي تعتمد على نظام طهران الذي يفتخر باحتلال أربعة عواصم عربية؟ وماذا تعلم الفلسطيني من تاريخ طويل امتد لعقود من أجل إنهاء معاناة شعب فلسطين؟ وألم يحن الوقت أن يبدأ الفلسطينيون من الداخل لإنهاء حالة الانقسام وفك الارتباط بنظام طهران والدوحة؟ أليس باستطاعة الفلسطينيين التوحد والعودة جميعاً للثقل العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؟ بعبارة أخرى.. ما يحقق مصالح نظام طهران ليس عودة حقوق الشعب الفلسطيني بل استمرار معاناتهم.