أكد أمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أن العمل التطوعي في المملكة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الحاث على فعل الخير والداعي إلى البر والإحسان، وأن قيادة المملكة الحكيمة حريصة على تأكيد أهميته من خلال الأنشطة التثقيفية والتوعوية، حيث أولته اهتماماً بالغاً من خلال الجمعيات الخيرية والتعاونية، لافتاً إلى أن العمل التطوعي جزء من النسيج الثقافي والاجتماعي الذي قامت عليه الدولة، وإشراك المجتمع فيه تعزيزاً لمبدأ التكافل الاجتماعي، وأن ثقافة التطوع بدأت بالانتشار، وتشكل مقياساً من مقاييس تطور المجتمع ومدى وعيه، وعلينا أن نوسع دائرة فهمنا للعمل التطوعي بمختلف المجالات وعدم اقتصاره على نوع معين، مشيراً إلى أن العمل التطوعي يشهد مزيداً من التطور والنضوج في الأساليب والمنهجيات، مما جعلنا نرتقي فيه رغم التحديات، مشدداً على الأسرة بأن تعي دورها في أهميته وانخراط أبنائها فيه، وعلى القطاعات التعليمية دور في غرس قيم العمل التطوعي في نفوس الطلاب. جاء ذلك في كلمة لأمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية مع المواطنين، التي تناولت فيه «التطوع بين الماضي والحاضر»، قدمها عبدالله العلي النعيم، الذي أوضح أن العمل التطوعي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري في المجتمعات العربية بالذات، ومن ذلك «الرفادة» والتي كانت من الأمور العظيمة التي كان يقوم بها أهل مكة أثناء موسم الحج، حيث كانوا يجمعون من كل شخص من بينهم المال بقدر طاقته لتجهيز الطعام للحجاج إلى أن ينتهي موسم الحج، وأشار النعيم إلى أن العمل التطوعي يمثل كل معاني الخير والصلاح من مساعدات وإسداء الخير إلى الناس من زكاة وحسن معاملة، لافتاً إلى أن التطوع له أساليب كثيرة ومتنوعة، وموجود في كل الثقافات والديانات والإسلام حث على ذلك ومجده وأثنى عليه، لافتاً إلى أن العمل الاجتماعي حظي باهتمام الملك عبدالعزيز رحمه الله منذ اليوم الأول لقيام الدولة على تنفيذ الإجراءات الاجتماعية ووضعها موضع التنفيذ وظل يتابعها، إيماناً منه -رحمه الله- بضرورة كفالة الدولة للفقراء والمحتاجين فقد أعال المعوز وأعان المحتاج وأولهم رعاية خاصة، منوهاً بما تولية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للعمل التطوعي، حتى أصبح المجتمع السعودي رائداً في أعمال الخير والبذل والعطاء، وامتازت المملكة بالقدرة على التفاعل مع الأحداث لمكانتها بين أوساط المسلمين، وتذليل عقبات العمل الخيري في الداخل ودفعه ليقوم بدوره وسط المجتمع السعودي، متطرقاً إلى الدور الذي تضطلع به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمسؤولية تنظيم الجهود الأهلية وتنظيم أعمال البر والخير من خلال الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية النسائية التي تهدف إلى خدمة المجتمع عن طريق تنمية قدرات المرأة وتوجيهها بما يتلاءم وتعاليم الشريعة الإسلامية، وتنظيم نشاطها الخيري الاجتماعي من خلال أسلوب العمل التطوعي. وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول العمل التطوعي وأهمية تفاعل المجتمع والجهات الحكومية، مؤكدين أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهدا في دعم وتشجيع الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مختلف أنحاء المملكة، بتقديم الإعانات لضمان استمرار الجمعيات في أداء مهامها على الوجه الأكمل، حتى يعم الخير أبناء الوطن، وينعم شعب المملكة بالخير والعطاء الوفير، ومساهمتها في مد يد العون والمساعدة والإغاثة للمحتاجين في أرجاء العالم.