انضمت أيرلندا وأستراليا أمس إلى أكثر من 20 دولة في طرد دبلوماسيين روس من أراضيها، في إطار عمل منسق بين الدول الغربية للرد على قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا، في المملكة المتحدة بغاز الأعصاب، واتهام موسكو بالوقف وراء العملية، ليبلغ عدد الدبلوماسيين الروس الذين تم طردهم فعلا 139 من 26 دولة. وتمثل عمليات الطرد العالمية أكبر ضربة لشبكات الاستخبارات الروسية منذ نهاية الحرب الباردة، وأسوأ أزمة دبلوماسية بين الغرب وروسيا، منذ ضم شبه جزيرة القرم. أيرلندا وأستراليا تطردان الروس ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن «الحكومة الأيرلندية تدرس طرد دبلوماسيين روس، بعد تحليل المعلومات الاستخبارية المعطاة في هذا الصدد». وأضافت أن «وزير الشؤون الخارجية الأيرلندي، سايمون كوفيني، سيقوم بتقييم حول أنشطة الدبلوماسيين الروس الذين يعملون كموظفي مخابرات في الحكومة، ومن المقرر أن يطلع الوزراء على التقييم قبل اتخاذ القرار النهائي». وقال مصدر مسؤول إن «عدد عمليات الطرد من أيرلندا سيكون على قدم المساواة مع عدد البلدان الأخرى ذات الحجم المماثل». وأعلنت أستراليا، أمس، طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس لنفس السبب، وقال رئيس الوزراء الأسترالي إن ذلك جاء كتعبير عن الصدمة إزاء استخدام سلاح نووي في أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. تصرف غير ودي اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن قرارات الدول الأوروبية «غير ودي واستفزازي»، وأكد أن بلاده سترد بشكل مناسب. وقال لافروف أمس «عندما نطلب من دبلوماسي أو اثنين مغادرة بلد ما ونحن نهمس له بالاعتذار، فنحن ندرك تماما أنه نتيجة ضغوط هائلة وابتزاز هائل يشكلان للأسف السلاح الرئيسي لواشنطن على الساحة الدولية». وتابع لافروف «كونوا على ثقة بأننا سنرد! فلا أحد يريد السكوت عن مثل هذا السلوك، ولن نقوم بذلك». في هذا السياق، كتب المحلل في مجال السياسة الخارجية فيودور لوكيانوف في صحيفة «فيدوموستي»، أن «قرارات الطرد هذه مدمرة تحديدا للعلاقات الأميركية - الروسية»، مشيرا إلى أن العلاقات بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرب باردة كاملة. واتهمت الخارجية الروسية في بيان رسمي الدول التي اتخذت قرارات بإبعاد دبلوماسييها باتباع بريطانيا بشكل أعمى. وأضاف البيان أن روسيا «لا علاقة لها بالهجوم على سكريبال متهمة بريطانيا باتخاذ قرارات منحازة». وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أدانت قرار دول الاتحاد الأوروبي بإدانة روسيا، قائلة إن «هذه الدول تفسر التضامن مع بريطانيا بشكل مختلف»، مشيرة إلى أن موسكو سترد بشكل مناسب. رسالة قوية لروسيا قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس العموم، إنها تقدر القرارات التي اتخذتها الدول الصديقة والحليفة، وقالت إن تلك أكبر عملية إبعاد جماعية لدبلوماسيين روس في التاريخ. واعتبرت ماي أن الخطوة رسالة قوية لروسيا بأن الغرب لن يتسامح «مع محاولاتها المتكررة لانتهاك القانون الدولي وعرقلة قيم الغرب». ويأتي ذلك بعد ساعات من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب طرد 60 دبلوماسيا روسيا من الأراضي الأميركية، فيما أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا أنها بدورها ستحذو حذو الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صادر عنها، إن «روسيا استخدمت، في الرابع من مارس، مادة كيماوية لمحاولة قتل مواطن بريطاني وابنته في سالزبيري، وقد عرض هذا الهجوم على حليفتنا بريطانيا أرواح أعداد لا تحصى من الأبرياء للخطر، وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، بينهم ضابط شرطة». وقالت وكالة رويترز للأنباء، إن الولاياتالمتحدة ستأمر أيضا بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل.