أعلن مكتب رئيسة وزراء بريطانيا أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وتيريزا ماي اتفقا على أهمية مواجهة تدخلات إيران. وكانت تيريزا ماي شددت أمام البرلمان أمس على أهمية صلات بريطانيا بحليفتها السعودية في مجالي الدفاع والأمن، قائلة إن التعاون مع السعودية أنقذ أرواح مئات الأشخاص. وقالت ردا على سؤال من زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين «الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة». كما أشار المكتب إلى أن محمد بن سلمان وماي اتفقا على أهمية الحل السياسي في اليمن، بالإضافة إلى ضرورة دخول المساعدات لهذا البلد. 338 مليار ريال إلى ذلك أعلنت متحدثة باسم مكتب تيريزا ماي في بيان أمس أن الرياضولندن تعملان على رفع حجم التجارة البينية في الأعوام القادمة. وقالت أن بريطانيا والسعودية عن خطة طموحة بقيمة 65 مليار جنيه إسترليني (90.29 مليار دولار) (338.5 مليار ريال) لتعزيز روابط التجارة والاستثمار في الأعوام القادمة. وقالت متحدثة باسم مكتب تيريزا ماي في بيان بعد اجتماع بين رئيسة الوزراء البريطانية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان «تم الاتفاق خلال الاجتماع على هدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بحوالي 65 مليار جنيه على مدار الأعوام المقبلة، بما في ذلك استثمار مباشر في المملكة المتحدة ومشتريات عامة سعودية جديدة من شركات في المملكة المتحدة». «هذه دفعة مهمة لازدهار المملكة المتحدة ودلالة واضحة على الثقة الدولية القوية في اقتصادنا بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي». التعاون الإستراتيجي تتجه بوصلة العلاقات السعودية البريطانية إلى مسار جديد يؤسس لمرحلة وثيقة من التعاون الإستراتيجي المرتكز على المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. فعلى امتداد حوالي قرن من الزمان اكتسبت الصداقة السعودية البريطانية متانة وعمقًا متجذرًا يوحي مستقبلاً بمزيد من التعاون والمضي بهذه العلاقة قدماً بما ينعكس على مصالحهما المشتركة. النجاح الاقتصادي تأتي الزيارة الحالية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، للمملكة المتحدة، تعزيزاً لهذه الشراكة والعمل على تنميتها، وهو ما أكده الأمير محمد بن سلمان في حديثه إلى مجلة «تيلجراف» بقوله: بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون هناك فرص استثمارية ضخمة لبريطانيا في المملكة تنسجم مع رؤية 2030. الصداقة السعودية البريطانية تتناغم في عدة مجالات، إلا أن الجانب الاقتصادي يظل ركيزة أساسية وقوية في صلب هذه العلاقة، وبالنظر إلى مكانة المملكة المؤثرة في القرارات الاقتصادية الدولية وإحدى دول مجموعة العشرين، ويؤكد ولي العهد على أن «المملكة مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة». التبادل التجاري حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي سجل في عام 2016، أكثر من 17 مليار ريال يعطي مرونة أكثر في زيادة الشراكة والتعاون، اقتصادياً هناك 374 ترخيصاً استثماريا بريطانيا قائماً في المملكة يقدر إجمالي رأسمالها بنحو 3.4 مليارات دولار، وتبلغ حصة الشريك البريطاني منها 1.5 مليار دولار. الأمن الإقليمي تحل الزيارة التاريخية لولي العهد للمملكة المتحدة وسط ترحيب حكومي وحفاوة بالغة، حيث رحبت تريزا ماي بالأمير محمد بن سلمان، مؤكدة أنها ستهيئ منصة جديدة لتقوية العلاقات بين البلدين. وأكدت دولتها في بيان رسمي أن علاقة بلادها القوية مع المملكة العربية السعودية تمكن من التفاهم تجاه القضايا التي تحظى باهتمام البلدين مثل الأمن الإقليمي والوضع الإنساني في اليمن فضلاً عن تعزيز أوجه التعاون. مرحلة جديدة إن العلاقة بين المملكة وبريطانيا دخلت مرحلة جديدة مع بدء زيارة الأمير محمد بن سلمان الذي حل ضيفاً على حكومة الملكة إليزابيث الثانية، واكب ذلك ترحيب رسمي وشعبي، حيث انتشرت في الطرقات والميادين العامة في العاصمة لندن اللوحات الميدانية الترحيبية لهذه الزيارة، وحملت صوراً لولي العهد وعلمي البلدين والعبارات الترحيبية التي تجسد إستراتيجية العلاقات الثنائية، والدور الذي يضطلع به الأمير محمد بن سلمان في تاريخ هذه الصداقة.