وسط ترحيب كبير، استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أمس في قصر باكنغهام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يزور المملكة المتحدة حالياً استجابةً للدعوة المقدمة من الحكومة البريطانية. وأبدى البريطانيون اهتماما واسعاً بالزيارة، حيث شدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، على أن الدولتين تسعيان إلى توسيع علاقاتهما الدفاعية القائمة منذ فترة طويلة لتصبح شراكة بعيدة المدى، وكان الوفد السعودي الذي يترأسه ولي العهد التقى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي لتدشين «مجلس الشراكة الإستراتيجية» البريطاني السعودي. نظمت بريطانيا أمس استقبالا حافلا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأقامت الملكة إليزابيث مأدبة غداء له، بينما تسعى الدولتان إلى توسيع علاقاتهما الدفاعية القائمة منذ فترة طويلة لتصبح شراكة بعيدة المدى. وتشعر كلتاهما بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية، فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، والسعودية بحاجة إلى إقناع المستثمرين بإصلاحاتها الداخلية. الشراكة الإستراتيجية كان وزير الخارجية بوريس جونسون على رأس مستقبلي الأمير محمد لدى وصوله في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وكان أول ارتباط رسمي لولي العهد أمس هو زيارة قصر بكنجهام حيث أجرى محادثات مع الملكة إليزابيث وتناول الغداء معها، وهو تكريم نادر يقتصر على رؤساء الدول. وبعد الغداء، التقى الوفد السعودي بماي وحكومتها في مقرها بداوننج ستريت لتدشين «مجلس الشراكة الإستراتيجية» البريطاني السعودي، وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية، وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن. العلاقات الدفاعية تحرص الحكومة البريطانية على تحويل علاقاتها الدفاعية التاريخية إلى تجارة واستثمار متبادلين، متطلعة إلى كل من سوق آخذة في الاتساع في المملكة لصادرات قطاع الخدمات، وإلى اجتذاب الأموال السعودية لتمويل المشاريع الداخلية. وأفادت مصادر بريطانية وسعودية بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة (بي.إيه. إي سيستمز) الدفاعية البريطانية وشركة (إم. بي. دي. إيه) الأوروبية لتصنيع الأسلحة، وقد يجري إبرام اتفاقيات أولية بشان استكشاف الغاز والبتروكيماويات والصناعات الأخرى. وكتب السفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف في صحيفة فاينانشال تايمز «هذا التحديث لن يكون سهلا، ولن نستطيع الاضطلاع به بمفردنا». وقال «لذلك في الوقت الذي نبتعد فيه عن اعتمادنا التاريخي على النفط ستتاح سبل تجارية ضخمة أمام الشركات الخارجية للعمل مع السعودية والاستثمار فيها». استقبال ملكي ستشمل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تستغرق ثلاثة أيام، مقابلتين رسميتين مع الأسرة المالكة في بريطانيا، ولقاء مع مسؤولي الأمن القومي، وزيارة لمقر الإقامة الريفي لرئيسة الوزراء. وذكر المتحدث باسم ماي، أنها تعتزم استغلال العشاء الخاص اليوم في مقر الإقامة الريفي في تشيكرز، وهو قصر يعود للقرن السادس عشر على بعد 60 كيلومترا شمال غربي لندن، لبحث الوضع في اليمن. وقال المتحدث باسم ماي «يمكنكم أن تتوقعوا أن يناقشا اليمن». عهد جديد قال المتحدث باسم ماي للصحفيين «سيؤذن ذلك بعهد جديد من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تعود بفوائد واسعة النطاق على كل منا». وتتنافس بريطانيا لإدراج شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بورصتها. وفي وقت لاحق من هذا الشهر يزور الأمير محمد بن سلمان الولاياتالمتحدة التي تريد أيضا الظفر بذلك الإدراج المربح. وعبر مسؤولون بريطانيون سرا عن سعادتهم باختيار الأمير محمد (32 عاما) بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي.