عمرو الغزالي المُعلّم هو منظومة التدريس الشاملة سواء المدرسية أو الجامعية بكافة مراحلها المتقدمة، وإذا أردنا أن نجتزئ من هذه المنظومة شخص المعلم كنموذج خاصّ فسوف نتحدث عن أهمية هذا الشخص، الذي تقع على عاتقه مسؤولية تلقين العلم وإيصاله لنا.. قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا هذا البيت المشهور هو مطلع قصيدة من عيون الشعر العربي الحديث، لأمير الشعراء أحمد شوقي الذي توفي عام 1932، فيها قيم عليا تحث على العلم والتعليم، وترفع مكانة المعلم بين الناس. المعلم يتولى مسؤولية عظيمة، فالعلماء ورثة الأنبياء، فهو يغذي الفكر بالعلم والمعرفة، ويحدد القيم والتوجهات، ويرسم إطار مستقبل الأمة، وينشئ الأجيال ليخدموا أنفسهم ودينهم ووطنهم، ومكانة المعلم في الإسلام أرفع مكانة، إنها مهمة الأنبياء والرسل، وهو ما يؤكده قول الله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، وهذا المعنى ذاته وضحه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث: (ولكن بعثني معلماً ميسراً)، ووردت معلماً نكرة لتعم كل أنواع وجنس التعليم. عندما سُئِل إمبراطور اليابان عن أهم أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير قال: بدأنا من حيث انتهى الآخرون وتعلمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلم حصانة دبلوماسي وراتب وزير، ويحظى المعلم الياباني بالاحترام الواسع في جميع طبقات المجتمع، حتى أنه قديماً كان يصل إلى حد التقديس، خلال حكم ميجي وفترة ما قبل الحرب. أما في الوقت الحالي فعندما يدخل المدرس إلى الفصل يقف جميع الطلاب وينحنون احتراماً كبيراً، ثم يقول الطلاب العبارة التالية: «يا معلمنا نرجو أن تتفضل علينا وتعلمنا».