قتل 38 شخصا وأصيب 50 آخرون بجروح أمس في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لشيعة كانوا يشاركون في مراسم عاشوراء في مدينة تشابهار جنوب شرق إيران قرب الحدود الباكستانية. وأعلن تنظيم جند الله في بيان نشر على موقعه الإلكتروني مسؤوليته عن الهجوم. ولم تعلق السلطات الإيرانية على بيان جند الله، إلا أن مساعد وزير الداخلية الإيراني علي عبداللهي، اتهم الاستخبارات الإقليمية والأميركية بالمسؤولية عن وقوع العملية. واتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بورجردي "أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية" بأنها وراء الهجوم. وكان الهجوم عبارة عن تفجيريين وقع الأول بالقرب من مسجد الإمام الحسين بالمدينة، والثاني في ساحة المحافظة أثناء تجمع للشرطة المشرفة على مواكب المشاركين في ذكرى عاشوراء. وأعلن مدير الطب العدلي في محافظة سيستان وبلوتشستان الدكتور فريبرز آيتي، أن دائرة الطب العدلي في مدينة تشابهار استلمت جثث 38 قتيلا سقطوا جراء العملية. وأوضح أن هناك العديد من الأطفال والنساء سقطوا في هذه الحادثة. واختلفت الروايات الرسمية حول منفذي العملية، فبينما قالت وسائل الإعلام الإيرانية إن 3 أشخاص نفذوا التفجيرين، إلا أن وكالة فارس أشارت إلى شخص رابع تم القبض عليه تبين أن مسؤوليته تنحصر في تقديم الدعم اللوجستي لثلاثة أشخاص ألقي القبض على أحدهم قبل أن يهم بتفجير نفسه. وأعلن حاكم مدينة تشابهار علي باطني أن عنصرين نفذا العملية، تم اعتقال العنصر الرئيسي وهو الآن في قبضة القانون. وجاء تبني تنظيم جند الله العملية ثأرا لإعدام زعيمه عبدالملك ريغي في يونيو الماضي. وسبق للتنظيم أن قام بعمليات مماثلة في عاشوراء العام الماضي بأحد المساجد بمدينة زاهدان كما أنه نظم عملية انتحارية في محافظة سيستان بحفل أقامه الحرس الثوري. وقد رفض عدد من النواب في البرلمان قرار إعدام عبد الملك ريغي خوفا من حدوث عمليات انتحارية كما يحدث الآن في الإقليم السني الإيراني. وفي الشهر الماضي صنفت الولاياتالمتحدة رسميا جماعة جند الله على أنها منظمة إرهابية أجنبية، ما لقي ترحيبا حذرا من إيران التي اتهمت واشنطن في السابق بدعم هذه الجماعة. وأعاد مسؤولون إيرانيون التأكيد على ذلك الاتهام أمس. وتقع مدينة تشابهار في محافظة سيستان-بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان والتي تشهد حركة تمرد دامية مستمرة منذ عشر سنوات يقودها مسلحون من السنة من إثنية البلوش التي تشكل نسبة كبيرة من سكان المحافظة. وندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة بالاعتداء الإرهابي ووصفه بأنه "هجوم حقير"،ودانته كل من بريطانيا والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.