خفتت أصوات «المحرّجين» في معارض السيارات بحي «النسيم» في الرياض، بعد نقل «الحراج» إلى موقعه الجديد في مزاد التعمير الدولي بحي الرمال، فيما بقي الازدحام المروري قائما، بسبب «الشريطيّة» الذين يجوبون المكان لاستيقاف المركبات المارة، ومفاوضة أصحابها على سعرها. معارض النسيم قرار بنقل المزاد في 1/ 6/ 1439 المزاد «المنقول» ساحة تضم 48 هنجرا موزعة في صفوف تشمل 12 مسارا كل مسار يستوعب 4 مركبات فيما خفتت أصوات «المحرّجين» في معارض السيارات بحي «النسيم» بالرياض بعد نقل «الحراج» من موقعه وسط معارض النسيم المحاذية لطريق خريص الشهير وسط العاصمة، إلى موقعه الجديد في مزاد التعمير الدولي بحي الرمال مطلع الأسبوع الجاري، إلا أن معاناة مرتادي المعارض والأحياء المجاورة لها ما زالت مستمرة، ولم يتغيّر الأمر كثيرا سوى توقّف «إزعاج أصوات المحرجين» ودوران محركات السيارات المتوقفة في المزاد ونفثها للعوادم البترولية، فيما بقي الازدحام المروري قائما، بسبب «الشريطيّة» الذين استمروا على حالهم السابق يجوبون المكان لاستيقاف المركبات المارة ومفاوضة أصحابها على سعرها، وإقناعهم ببيعها دون تفريق بين من جاء لعرض سيارته في المزاد. توقف حركة السير من رمت به الأقدار أن يسلك، ولو دون قصد، الشوارع والممرات التي تتوسط المعارض سيصطدم بتوقف حركة السير، وحينها سيضطر للانتظار وقتا طويلا حتى يستطيع الخلاص من «الاختناق» الذي يسببه هؤلاء الشريطية حين يستوقفون السيارات بشكل عشوائي وسط الطريق ويبدؤون في معاينتها وفتح أغطية محركاتها ومفاوضة أصحابها على السعر، وسط معاناة يومية لمرتادي المكان خاصة في عطلة نهاية الأسبوع.
جولة «الوطن» خلال جولة «الوطن» في اليوم التالي لتطبيق قرار نقل المزاد، الذي تم في 1/ 6/ 1439 تبين أن المزاد «المنقول» كان عبارة عن ساحة صغيرة تضم 48 حاجزا حديديا «هنجر» موزعة في صفوف تشمل 12 مسارا وكل مسار يستوعب 4 مركبات، وتحيط به المعارض من كل اتجاه، حيث خيم «الصمت المطبق» على الموقع الذي أحيط بسواتر أسمنتية «صبّات»، وخلا من مرتاديه بعد أن كان أكثر المواقع صخبا وأعقدها ازدحاما. وخلال الجولة تفاوتت آراء من التقتهم «الوطن»، حيث يرى بعضهم إيجابية القرار ومساهمته في فك الاختناق والإزعاج، وآخرون يؤكدون سلبيته بسبب تأثيره على دخل المعارض ومكاتب التعقيب، وغالبيتها تديرها عمالة وافدة رأت أن نقل المزاد أنهى سيطرتهم على الحراج وحال دون استمرار نشاطهم. السكان يشتكون عبر عدد من السكان المجاورين للمعارض عن استيائهم من بقاء المعارض في حيهم المكتظ منذ 3 عقود، حيث أشار المواطن فهد العنزي إلى أن السكان استبشروا بخبر نقل المزاد، وتوقعوا أنه إغلاق كامل للمعارض، إلا أنه تبين أن القرار شمل إغلاق موقع الحراج فقط، وهو عبارة عن ساحة صغيرة لا تشكل نسبة تذكر من مساحة المعارض التي تحاصر حيهم من كل اتجاه، وتسبب لهم معاناة يومية عبر الاختناقات وأصوات المنبهات والتلوث البيئي والبصري الذي يفرزه تواجد أعداد كبيرة من المركبات والعمالة السائبة في محيط المعارض.
آراء متفاوتة قال مدير أحد معارض السيارات، يدعى خالد العميري، إن قرار نقل المزاد سيؤثر سلبا على نشاط بيع وإنهاء إجراءات نقل ملكيات السيارات المباعة في المزاد، حيث كان مرتادو المزاد يقصدون معرضه لينهوا إجراءات البيع والشراء، مشيرا إلى أنه كان يكسب قرابة 20 ألف ريال شهريا من هذا النشاط، ويتوقع أن يخسر هذه المبالغ بعد قرار النقل للموقع الجديد. فيما أشار مسؤول في معرض آخر يدعي سيجار آور، إلى أن نحو 100 «محرّج» غالبيتهم من جنسية عربية مجاورة كانوا يتواجدون في المزاد بشكل يومي للمناداة في مزاد السيارات ومتابعة إجراءات نقل ملكيتها، أصبحوا «عاطلين عن العمل» بعد قرار النقل، متوقعا أن يسهم القرار في خسائر محدودة لنشاط بيع السيارات المستعملة التي تعرض في المزاد، فيما غالبية المعارض تعرض سيارات جديدة، وبالتالي لن تتأثر مطلقا بهذا القرار.
شريطية السيارات طالب المواطن ناصر الخلف المسؤولين بزيارة المعارض في كل من «النسيم» شرق الرياض، و«الشفا» جنوبا، خاصة في يومي الجمعة والسبت للوقوف على معاناة السكان ومرتادي الطرقات، مشيرا إلى أن قرار نقل المزاد لم يغير شيئا، حيث تكتظ الشوارع والممرات بشريطية السيارات الذين يعرقلون الحركة المرورية ويسببون اختناقات كبيرة في المكان، مشيرا إلى أهمية منع بيع السيارات المستعملة في المعارض ومنع نشاط الشريطية، على أن تكتفي المعارض الحالية ببيع السيارات الجديدة فقط، على أن تغلق تدريجيا في السنوات المقبلة ليجد سكان الأحياء المجاورة الهدوء وراحة البال. يذكر أن مرور الرياض منع السيارات من الدخول للمزاد منذ السبت الماضي، ونشر على حسابه الرسمي في تويتر «إشارة إلى قرار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بشأن معالجة وضع معارض النسيم بالتنسيق مع أمانة ومرور منطقة الرياض، فقد تم نقل حراج السيارات من موقعه الحالي بحي النسيم شرق الرياض إلى مزاد التعمير الدولي للسيارات بحي الرمال، وذلك اعتبارا من تاريخ 1/ 6/ 1439».