عبد الخالق سعيد مع تأسيس المملكة على يد القائد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، انبثقت ثقافة أمة للبحث عن نمط للحياة في ظل صعوبات معيشية وقتذاك، فكان مولد اختراعات وصناعة بإمكانات بسيطة تساعد على الاستمرار والبقاء، فتنوعت الآليات بين قديم ومستحدث في تلك الحقبة الزمنية، سجلها التاريخ في الذاكرة ليجسمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، والذي يحظى بمشاهدة تزداد عاما بعد عاما من المواطنين والمقيمين والضيوف والزوار، منذ قيامه عام 1405 - 1985 ليظل شاهدا على عظمة وطننا المعطاء. من ماضينا التليد إلى حاضرنا السعيد، مُضيّا إلى مستقبل مشرق مزدهر -بإذن الله- يستمر عطاء مهرجان الجنادرية متألقا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- حاملا في طياته الإصرار على صنع المستحيل في زمن المستحيل لجيل حمل الأمانة بين أكتافه، حفظا لتقاليده الراسخة في الوجدان الثابتة في الكيان الساكن في حدقات العيون. ويأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال32 في قلب النهضة الشمولية التي خصّ الله بها بلادنا الحبيبة في عهد الملك سلمان المزدهر، امتدادا لما صنعه الأجداد والآباء من ثقافة حضارية وأصالة وطنية يسجلها مهرجان الجنادرية تاريخا يبقى لجيل بعد جيل، لتصبح خير راع وخير حافظ -بعد الله- لهذا التراث العظيم. إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة، والذي تشرف عليه وزارة الحرس الوطني، وحاز على اهتمام القيادة الرشيدة، مفعمٌ بالفعاليات الثقافية والتراثية والمحافظة على التقاليد العربية الأصيلة، باعتبار مهرجان الجنادرية أهم المناسبات الوطنية التي يمتزج فيها الحاضر بالماضي، تأكيدا وتأصيلا للهوية العربية الإسلامية بموروثها الوطني، إذ تشارك فيه جميع القطاعات الحكومية، مع تسابق القطاعات المختلفة في تنظيم المهرجان والمشاركة في مختلف الأنشطة، بتوجيه ودعم مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله- بعد أن انبثقت فكرة الجنادرية من الرغبة في تطوير مسابقات الهجن التي تقام سنويا، وإكسابها الأهمية التي حصلت عليها في ظل المهرجان الوطني للتراث والثقافة، لتبقى الجنادرية ماعون ثقافة وتوعية حقيقية لذاكرة الوطن والمواطن. وقفة: الوطن الجميل لؤلؤ ثمين يزين الجبين