رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته التاسعة والعشرين الذي افتتحه نيابة عن مقامه الكريم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أضفى على المهرجان حرصاً واهتماماً بأصالة هذا الوطن وشعبه بكل تفاصيل مخزونه التراثي والتاريخي وحاضره المشرق الذي يرفل في نهضة زاهرة ويخطو بثبات نحو مستقبل آمن يعلوه راية الإسلام والتوحيد التي تتمسك بها قيادة هذه البلاد. مهرجان الجنادرية بات يتجاوز بفعالياته مجرد عروض لتراث شعب كافح برجاله الأوفياء عبر الأجيال، إلى موكب احتفائي يعكس اصطفاف هذا الشعب وتمسكه بوحدته الوطنية التي جاهد من أجلها المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - وسار عليها أبناؤه حتى عهدنا المزدهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -. وتطورت مضامين وفعاليات مهرجان الجنادرية خلال السنوات المتعاقبة بفضل جهود الحرس الوطني ووزيرها الطموح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وتحوّلت إلى تظاهرة ثقافية يجمع المثقفين والمفكرين والأدباء داخلياً وخارجياً لبحث المتغيرات والمستجدات على مستوى العالم أجمع، وربط ذلك بإنجازات الماضي والنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية والوحدة التي ينعم بها شعبها في ظل عالم يئن تحت وطأة الانقسامات والحروب والأزمات الاقتصادية وغيرها. وباتت فعاليات مهرجان الجنادرية أكثر تأثيراً على الأجيال الحالية بعد استصحاب الحاضر بكل متغيراته الثقافية والتكنولوجية وهو يعيد إلى الأذهان المسيرة الظافرة لقافلة البناء والعمل الدؤوب من أجل هذا الوطن ولأجل وقفة صادقة مع النفس لاستلهام العبر والدروس. تجاوز مهرجان الجنادرية الأطر المحلية والإقليمية وبات حدثاً عربياً وإسلامياً ودولياً، يقصده آلاف الزوار من الداخل والخارج، ويتفاعل معه المثقفون والفنانون والأكاديميون والدعاة، ليطلعوا على تراث شعب عظيم ورجال عظماء جاهدوا عبر السنين لبناء دولة عملاقة باتت رقماً لا يمكن تجاوزه في المضمار العالمي. حفظ الله مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، وأيدهم الله على جهودهم واهتمامهم ودعمهم اللا محدود لمهرجان الجنادرية حتى تحوّل من مجرد عروض تراثية إلى بوتقة ثقافية تتفاعل فيها كل الأفكار وحصن يجمع أبناء الوطن خلف القيادة ووحدة الهدف والمقصد ويعكس للعالم ترابط هذا الشعب الأصيل وطموحه للتقدم والتطور.