واصلت القوات التركية، لليوم الثالث على التوالي، أمس، عملية قصف وحدات الحماية الكردية في مدينة عفرين السورية، خلال العملية التي أطلقت عليها «غصن الزيتون»، فيما تحدثت مصادر كردية عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، مرجحة عدم حضور ممثل الأكراد مؤتمر الحوار الوطني الذي تخطط له روسيا لعقده في سوتشي، مشيرة إلى أن المؤتمر بات بلا معنى بسبب التواطؤ الروسي مع تركيا في هجومها على عفرين. يأتي ذلك، في وقت حث وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، تركيا، أمس، على ضبط النفس في عملياتها العسكرية شمال سورية، والتي قال إنها تعطل العودة السلمية للاجئين، وقد يستغلها تنظيما القاعدة و«داعش» ويخاطر ذلك في تفاقم الأزمة الإنسانية التي تمر بها معظم أجزاء سورية. ونقل عن ماتيس قوله، خلال جولة في إندونيسيا، إنه طلب من الجانبين ضبط النفس وتقليل الخسائر بين المدنيين، وإن الولاياتالمتحدة تسعى إلى «معرفة ما يمكن عمله لتهدئة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا». وكان الجيش السوري الحر سيطر، أمس، على 11 نقطة في عفرين، أما القوات الكردية فأعادت نشر عناصرها خارج المناطق التي خسرتها في شمال سورية، فيما دعت قوات سورية الديمقراطية واشنطن إلى الاضطلاع بمسؤوليتها إزاء عفرين. أهداف أنقرة ذكر مراقبون أنه مع دخول عملية عفرين يومها الثالث، اتضحت ملامح الأهداف التركية من العملية، وذلك في أعقاب تلميحات رئيس الوزراء التركي بن على يلدرم، بأن أنقرة تسعى إلى إنشاء منطقة آمنة تمتد نحو 30 كلم داخل سورية. وقالوا، إن الخطة العسكرية التركية، تهدف إلى إجبار الوحدات الكردية على تسليم المدينة لفصائل «الجيش الحر» وفصائل كردية تشارك في العملية، مشيرين إلى أن رد الميليشيات الكردية لا يمكن التنبؤ به، مما يرجح طول أمد هذه العملية حتى بعد نهاية مؤتمر الحوار الوطني السوري.