12 دقيقة فقط، كانت كافية لإنتاج لوحة تشكيلية جمالية، عبر النقش على الماء، أو ما يعرف بفن «الإيبرو»، للتشكيلي التركي غريب أي، أمام زوار وزائرات معرض عبير للفنون التشكيلية في مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة 2018، في مركز المعارض الدولي. زوار وزائرات المعرض تجمعوا حول التشكيلي غريب، لمشاهدة فن النقش «الرسم» على الماء، شاهدوه وهو يضع ألواناً متعددة في الماء عبر طريقتي الوضع المباشر بفرشاة الألوان، وعبر الرش بارتفاعات متفاوتة عن حوض الماء وباهتزازات متفاوتة لتحديد حجم ودرجة اللون في الحوض، وبعد التعامل مع اللوحة داخل الحوض، يضع ورقا مقوى «خاصا» لنقل اللوحة من الماء (كالطباعة) إلى الورقة، وتركها لبضع دقائق لتجف الألوان، وثباتها في الورقة بطريقة صحيحة، ويعتمد هذا الفن على عدم امتزاج واختلاط اللون بالماء، وإنما اللون يطفو على سطح الماء، وكأن اللون طبقة عازلة للماء في الحوض، كما يعتمد على خفة ومرونة اليد.
فن المئة عام أبان التشكيلي غريب، أن فن الإيبرو، يعتمد على الرسم على الماء بألوان خاصة، من خلال الرش على سطح مائي، ونقل تلك اللوحة التشكيلية من سطح الماء إلى ورق (خاص)، موضحاً أن لبلاده شهرة في هذا النوع من الرسومات، وعمره يتجاوز مئة عام، وكان يستخدم لأغلفة الكتب، كون الرسم على الماء، ينتج لوحات تشكيلية تفوق لوحات الرسومات التقليدية، وفيه لمسات فنية رائعة وبألوان جميلة وزاهية، ومحببة للنفس، مضيفاً أن هذا الفن يعتمد على الدقة والهدوء في تحريك البقعة اللونية، لتكبير أو تصغير أو تغيير الموقع أو إزالتها من الحوض المائي. وأكد أن الرسم على الماء، ليس بالسهل للخروج بلوحة أخرى مطابقة للوحة سابقة، واصفاً هذا الفن بالجميل، وهو الآن ينتشر في بعض البلدان.
وعي قراءة اللوحات أكدت المشرفة على معرض عبير للفنون التشكيلية في المهرجان، التشكيلية مريم أبوخمسين ل«الوطن»، أن المعرض يشتمل على 120 لوحة تشكيلية متنوعة، لتشكيليين سعوديين وخليجيين وعرب ذكوراً وإناثاً، موضحة أن من بين اللوحات لتشكيليين محترفين، وآخرين مبتدئين، ويهدف المهرجان إلى إطلاع المبتدئين على تجارب المحترفين، وتبادل الخبرات، مضيفة أن التجارب التشكيلية في المعرض متنوعة من حيث الموضوع، والتي من بينها الارتباط بالتراث، أو بعض الرموز التي تعني بالهوية المحلية كالخيل العربي، أو الخط العربي، أو الفن المعاصر، أو التجديد والابتكار والحداثة، مشددة على أن المزج بين التجارب ميزة، وتسهم في إكساب الزوار وعيا أكبر، وبالتالي القدرة على قراءة اللوحات. وأضافت أن اللجنة المنظمة للمعرض، تتجه لتنفيذ ورش تدريبية تشكيلية، بغرض إكساب المتدربين مهارات جديدة.
ثراء فني كانت حرم أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، رئيسة مجلس أمناء مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية الأميرة عبير بنت فيصل، افتتحت معرض عبير للفنون التشكيلية. وجاءت في كلمتها عقب الافتتاح: كل عام يبهرنا المهرجان، بما يتم تقديمه، وسقف رؤيتنا يصبح أعلى، وأنتم تستحقون من يفخر بكم ويساندكم. وقد أكدت الأميرة عبير على حرصها الشديد على إقامة هذا المعرض لكون المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء بالتحديد ثرية بأنواع مختلفة من الفنون والحرف الفنية، والتي إذا لم تخرج إلى السطح يكون تأثيرها سلبي على الإنسان. وأشارت إلى وجود زخم وكم كبيرين من الثراء الفني، إلا أنه وصل إلى مرحلة محددة ولم يتطور، فكان لذلك نصيب من تفكيرنا واهتماماتنا بالعمل على تطوّر هذا الزخم والعطاء الفني الثري. وأضافت الأحساء طبيعة جميلة من المهم أن يراها الإنسان من منظار فني مختلف، لذا كان من الصعب أن يكون فيها هذا الثراء ولا يحظى بالاهتمام الوافر كما يحدث الآن. وقالت: أتمنى أن تحظى الأحساء بإنشاء قرية تضم مختلف ألوان الفنون، وأكاديمية تدريبية لأجيال المستقبل، وتكون أحد معالم الأحساء المبدعة في هذا المجال، موضحة أنه ومنذ عامين والمعرض يستقطب فنانين في الرسم من دول الخليج، وهذا العام يشارك فنان من تركيا بالرسم على الماء وفنانة أخرى من سلطنة عُمان بالرسم على الرمال.
6 أدوات لفن الإيبرو 1 - حوض معدني 2 - فرشاة ألوان خاصة لرش الألوان على الماء 3 - مشط وقلم لإعادة توزيع الألوان 4 - يفضل استخدام مياه نقية معدنية 5 - ورق قابل وصول المياه دون تأثر 6 - ألوان طبيعية من الصخور والنباتات تطفو على سطح الماء.