أجمعت وسائل الإعلام الغربية والشرقية في تغطيتها على أن المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت المدن الإيرانية باتت تهدد النظام الإيراني، متوقعة توسع رقعة التظاهرات التي تناهض الفساد وزيادة عدد الفقراء وتطالب بإسقاط النظام، مشيرة إلى أن المحتجين مطالبهم مشروعه وأنهم تمكنوا أخيرا من كسر حاجز الخوف، لافتة إلى أن رجلا «خلق اضطرابا» بإطلاق النار على الشرطة في نجف أباد أول من أمس ببندقية صيد، مما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية: إن المتظاهرين في طهران بدوا وكأنهم يلعبون «لعبة القط والفأر» مع الشرطة وقوات الأمن، مشيرة إلى أن وجود الشرطة يفوق عدد المتظاهرين في بعض الأماكن. ونقلت «وكالة نوفستي» الروسية، عن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تصريحاته التي أبدى فيها أسفه نيابة عن بلاده لضحايا الاحتجاجات في إيران، وقال إن القضايا التي يطالب بها المحتجون «مشروعة وهامة». وحثَّ الطرفين على الامتناع عن العنف. تراجع روسيا ذكرت صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسيتونج» الألمانية «أن روسيا تراجعت عن موقفها تجاه طهران بالقول: إن المظاهرات قضية داخلية لإيران»، فيما أشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى انقطاع كبير في الإنترنت عبر السلطات الإيرانية. وقالت قناة «سي إن إن» الإخبارية: إن الرئيس الإيراني حسن روحاني حاول التقليل من أهمية الاحتجاجات العنيفة في بعض الأحيان في جميع أنحاء البلاد التي خلفت عددا كبيرا من القتلى في أكبر تحد لسلطة نظام طهران منذ المظاهرات الجماهيرية في عام 2009. الربيع على الأبواب نقل موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مقالا للكاتب والباحث العراقي علي الكاش، قال فيه: وأخيرا كسر الشعب الإيراني حاجز الخوف الذي نصبه الحرس الثوري لحماية ولاية الفقيه ونظامها الذي بدأ الصدأ يأكل في جدرانه الآيلة إلى للسقوط، وأغلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب باب الأمل الذي فتحه الرئيس السابق باراك أوباما لإيران عبر الاتفاق النووي. ويرى الكاتب أنه من المتوقع أن يكون روحاني كبش الفداء لنظام ولاية الفقيه وربما يتم عزله بتحميله تدهور الأوضاع الاقتصادية، علما بأن الحرس الثوري هو الذي يمسك الداخل الإيراني بقبضة من حديد. وحسب الكاتب فإن أفضل طريقة لإبعاد الخامنئي من المشهد السياسي هو إلقاء المسؤولية على روحاني. لكن هل هذا التحول من شأنه أن يُغيِّر بوصلة المتظاهرين عن الخامنئي؟ الجواب كلا! لأن الشعب الإيراني يدرك الحقيقة ويعرف من هو المسؤول عما آل إليه الوضع الكارثي للبلاد. وذكر الكاتب إنه «الربيع الإيراني» الذي سيمتد ظلاله على العراق وسورية ولبنان واليمن ودول الخليج، فأهلا ومرحبا بربيع إيران الذي ينتظره العالم بأسره وليس الشعب الإيراني فحسب.