كشف مصدر مطلع من داخل العاصمة صنعاء، قيام الميليشيات الحوثية بوضع حواجز أمنية ودروع بشرية في جميع أحياء العاصمة، تجنبا لأي تحركات مضادة. وأوضح المصدر في تصريح ل«الوطن»، أن الحوثيين لم يكتفوا بزراعة الألغام في مناطق مدنية فحسب، بل وضعوا مع المدنيين المتاريس والدروع البشرية، مما يعكس حالة الخوف والذعر التي باتت تخيم على القيادات والعناصر الانقلابية. وأكد المصدر أن من بين أسباب ترسنة العاصمة وتحويلها إلى منطقة أشبه بالثكنة العسكرية، القلق من تقدم جحافل الجيش الوطني، خاصة عقب وصول نائب الرئيس، علي الأحمر، والفريق محمد المقدشي إلى مأرب، إلى جانب لقاء الرئيس عبدربه هادي بسفراء الدول 19 مؤخرا، وتأكيده أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي للشعب اليمني. غياب القيادات أضاف المصدر «أن المتمردين الحوثيين خندقوا كل شبر وزاوية داخل العاصمة، خشية انعكاس الهزائم التي يتكبدونها في الحديدة وتعز وبيحان وغيرها من الجبهات»، لافتا إلى أن الجيش الوطني بات يتقدم بشكل كبير في الآونة الأخيرة ويصل إلى مشارف صنعاء، الأمر الذي زاد من قلق وخوف الميليشيات المتمركزة في العاصمة، ومحاولتهم السيطرة عليها مقابل التخلي عن باقي الجبهات. وشدد المصدر على أن المخاوف الأخرى المقضة لمضاجع الانقلابيين، الغليان الشعبي داخل العاصمة، والاستياء الكبير من تردي الأوضاع المعيشية بفعل السياسات الانقلابية الطائفية، إلى جانب غياب أي معلومة عن القيادات الحوثية العسكرية، وهل ما زالوا يتمركزون في العاصمة، أم فروا منها، أم قتلوا في الجبهات. طرق العسكرة أوضح المصدر أن من بين الإجراءات السريعة التي قامت بها الميليشيات مؤخرا داخل العاصمة، حفر الخنادق، وإنشاء الجبال الأسمنتية، واحتلال المواقع الاستراتيجية والمرتفعة مثل المنازل، وتكثيف النقاط الأمنية بشكل مهول وكبير، وإيقاف وسجن أي تحركات احتجاجية، ومنع المطابع من طباعة أي منشورات إلا بإذن وزارة الإعلام في حكومة الانقلاب، يعكس مدى الخوف والرعب الشديدين الذي تعيشه الجماعة، واستشعارها بإمكانية فقد سيطرتها على كامل المناطق الحيوية في العاصمة قريبا. آثار سلبية صرح مستشار رئيس الجمهورية، سام الغباري، ل«الوطن»، بأن الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الجماعة الانقلابية ضد المدنيين في العاصمة تعد خطيرة جدا، داعيا المدنيين إلى مغادرة العاصمة، باعتبار أن التقدم العسكري لقوات الجيش الوطني بدعم التحالف بات قريبا. وأكد الغباري أن العام المقبل سيكون عام اليمن دون الجماعة الحوثية، مبينا أن الترسانة التي تمتلكها في صنعاء لن تفيدهم، في ظل وجود الغضب الشعبي الكبير ضدهم. ولفت الغباري إلى أن الحوثيين باتوا يعيشون حالة خوف شديدة بعد اغتيال الرئيس الراحل علي صالح، وهو ما دفعهم إلى تحويل جميع المناطق الحيوية والأحياء إلى مواقع عسكرية ونقاط أمنية، محذرا من استغلال الميليشيات للمدنيين واستخدامهم كدروع بشرية خلال المواجهات. مصير مجهول ل 18606 يمنيين أفصح التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان «رصد»، أمس، عن اختطاف ميليشيات الحوثي وإخفائها قسرا نحو 18606 أشخاص بين سبتمبر 2014 ويوليو 2017. * 15968 مختطفون * 2638 مختفون قسرا