تحاول أميركا أن تصنع جلبة حول موضوع القدس لتشغل المسلمين بموضوع أن تكون عاصمة لإسرائيل أو لا تكون، وكأن قضيتنا مع إسرائيل هي القدس فقط، وليست الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين كلها. الولاياتالمتحدة الأميركية تسعى لإعادة مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002 بطريقة أو بأخرى لتحفظ ماء الوجه القبيح لإسرائيل التي رفضت هذه المبادرة في حينها، ووضعت كل العراقيل لعدم قبولها. في المبادرة العربية أعلنت الدول العربية عن انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) اللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 مبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها بقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل. «مقتبس من نص المبادرة». باختصار ستعود أميركا عن قرارها بعد ضغوطات عربية وإسلامية كما سيوحى إلينا، وسترجع القدسالشرقيةلفلسطين، وسيفرح العرب بهذا النصر الوهمي، وستكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، ويكون السلام بين فلسطين وإسرائيل. من أهداف المبادرة العربية إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعودة اللاجئين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، أو على الأقل هذا ما كانت تأمله الدول العربية. ربما سيتحقق السلام الهش على أيدي الأميركيين، وليس كما يعتقد ويأمل العرب؛ ستخرج إسرائيل بأقل الخسائر، وسيصدق الكثير من الفلسطينيين وبعض العرب أنهم انتصروا على إسرائيل بعودة القدسالشرقية إلى حضن فلسطين. يظن البعض ربما أن هذا التحليل غير منطقي بشكل كافٍ، وهو كذلك بالنسبة لي، لأن حالة الضعف والهوان التي يعيشها العالم العربي ستجعلنا نشعر بالنصر الكبير ولو كان انتصارا وهمياً، من تحقيق الأشياء الصغيرة كتراجع أميركا عن قرارها الأخير. فلسطين دولة عربية، وستبقى كذلك للأبد، والقدس جزء لا يتجزأ منها، ولا يكون النصر إلا بخروج المحتل من كافة الأراضي والمدن المحتلة، وعودة الأرض إلى أصحابها، وأولها مدينة القدس بشرقها وغربها وبقية المدن، وهذا هو النصر الحقيقي حتى ولو كان مستحيلاً في نظر البعض.