تحولت جلسة "مستقبل التغيير: أنماط جديدة"، ضمن فعاليات مؤتمر "فكر 9" في بيروت أمس، إلى "حالة جدلية كبيرة" بين الروائيات المتحدثات: الجزائرية فضيلة الفاروق، والفلسطينية سامية عيسى، وجمهور المثقفين والمثقفات بالجلسة، حول دور الرواية العربية في تحديد تأثيرها في تشكيلات وعي المجتمع العربي خاصة جيل الشباب، مع وجود آلية ثقافية جديدة في التفاعل الاجتماعي المعروفة ب"المدونات الإلكترونية". أستاذة العلوم السياسية هدى عوض أشارت في مداخلتها وتحديداً في التجربة المصرية: إلى "أنه منذ عام 2004، بدأ الإقبال على التدوين، وعلى وجه الخصوص من قبل النساء وحديثي التخرج، لرصد الظواهر الاجتماعية، حيث شكلت في الفترة الأخيرة، ثقافتها على الدراما في اختيار الموضوعات"، إلا أنها انحازت إلى وجود ما أطلقت عليه "جرأة في السنوات الأخيرة من قبل الرواية النسائية في مناقشة الأوضاع الحقوقية للمرأة العربية، ورفع حالة الوعي النسائي في المجتمع العربي المحلي". وقالت الروائية الجزائرية الفاروق: "إن الرواية النسائية العربية ساهمت واقعياً - مستندة على تجربتها الجزائرية - في تغيير العديد من قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بحرية المرأة، كالحق في ممارسة النساء الرياضة التي كانت ممنوعة بقانون اجتماعي لا دستوري – وفقاً لتوصيفها- ومساواتها مع الرجل"، مشيرة إلى أنها: "أضحت تؤثر في الحراك المجتمعي العربي، وأكدت أن "المنتج الروائي النسائي، تعدى المدونات بشكل أكبر في تجاوز حدود مقص الرقيب". إلا أن المدون والصحفي اللبناني أسعد ذبيان اعتبر في مداخلته بالجلسة "أن توسيع فضاء حرية التعبير عن الرأي بين المدونات والرواية العربية، هو موضوع نسبي لا يتحدد بأيهما أكثر جرأة، وهو خاضع لكل موقف ومعالجة"، في حين وجه ذبيان انتقاداً صريحاً لاحتكار دور النشر للروائيين المشهورين "على حساب الروائيين الشباب الجدد الذين يملكون موهبة وحسا حماسيا كبيرا". في حين أكدت الناشطة الثقافية العراقية سجا عبدالي أن: "الرواية العربية خاصة النسائية ساهمت كثيراً بالأفكار الجريئة التي تناولتها في رفع الوعي الحقوقي لديها"، مضيفة أن "غياب الحرية في العالم العربي ساهم في رفع مستوى النهوض في الروايات العربية الجديدة". على الضفة الأخرى أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا أن "الرواية النسائية العربية اخترقت حكر "الرواية الذكورية" للحديث عن السياسة والحريات والجسد، وكل ما هو ممنوع، ليضيف أن الرواية بشكل عام نجحت في اختراق المحظور والتعبير عنه عندما انخفض سقف الحرية والأمان الاجتماعي. أما الروائية الفلسطينية سامية عيسى فبررت تركيز الروائيات في إنتاجهن الأدبي على "بنات جنسها"،بأنه يعود إلى أن "المرأة تمثل مفتاح القضايا، وقوى التغيير الحالية في المجتمعات العربية أكثرهن من النساء،لأنهن – بحسب قولها- يسعين لتغيير النظرة الذهنية السائدة في العقل العربي باعتبارها "جسد فقط". ودار جدل ساخن بين الحضور حول معالجة الروائيات لقضايا المرأة العربية في مجتمعها عبر استخدام " دلالية الجنس"، حيث أكد عدد من الحاضرات اعتراضهن على عدد من الروايات النسائية من "تحويل قضايا المرأة العربية إلى أدب الفراش والجنس".