أصدرت مؤسسة الفكر العربي كتابا جديدا معربا عن الصينية مباشرة تحت عنوان «ليه تسي في أحضان الريح» للفيلسوف والأديب الصيني ليه يويكو (المعروف باسم ليه تسي)، وذلك في إطار سلسلة «حضارة واحدة» التي تصدرها المؤسسة، وتعنى بترجمة أمهات الكتب من الحضارات والثقافات الأخرى، خصوصا الآسيوية منها. المرآة الصافية اعتبر كثيرون أن كتاب ليه تسي هذا هو ملحمة عظيمة في تاريخ الصين القديمة، ورائعة من الروائع النثرية، حيث تناول مؤلفه فيه نشأة العالم التي لخصها بنظرية الطاوية، وتعني طريق الحياة أو نهر الحياة الذي يجري فينا وفي الكون ليزيدنا معرفة وحكمة، إذ كلما نتأمل أكثر نحصل على قدر أكبر منها، ونقترب أكثر من السعادة الحقيقية والكمال الحقيقي. ورأى أن العالم الواقعي يحكمه جوهر موحد، يتمثل في الطاوية التي لا شكل لها ولا صورة، لكنها تؤلف أصل التغيرات والتحولات للكائنات كلها في العالم. وقد ورث ليه تسي ما كان شائعا عند الفلاسفة الذين سبقوه من الأفكار الجدلية، فاعتقد أن كل الكائنات في العالم تتحرك وتتغير بلا انقطاع وبلا بداية ونهاية، وبينها ما هو فائض وما هو خاسر، وبينها تناقضات وتحولات أيضا، وما هو حي وما هو ميت. فكل مادة وحركة في العالم قابلة -في رأيه- لتحويلها من هيئة إلى أخرى. وتطرق ليه تسي إلى العلاقة بين تهذيب النفس وتطبيق الطاوية التي كان ينتهجها المفكرون من المدرسة نفسها في عصر ما قبل أسرة تشين الملكية، وأكد أن الطاوية لا يمكنها أن تدرك بالعواطف العادية، إذ لا بد للإنسان أن يعتمد أكثر على تفكيره العقلاني لمعرفة الأشياء الخارجية، وأن يخضع لقوانين الطبيعة مثل المياه الجارية، ويتمثل بالعالم الواقعي تمثلا صادقا مثل المرآة الصافية.
* ترجمه للعربية وانج يويونج، أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية
راجعه الدكتور بلال عبدالهادي يُعد الكتاب أحد أهم المؤلفات الكلاسيكية في تاريخ الفكر الصيني 8 فصول، تتضمن: المنثورات الفكرية القصص التاريخية الحكايات والأساطير جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية في عصر الممالك الصينية المتحاربة تستعرض تطور الفلسفة الصينية صور حضارات وثقافات المدرسة الطاوية
مؤلف الكتاب فيلسوف شهير في عصر الممالك الصينية المتحاربة أول مفكر يدعو إلى نظرية المراحل الأربع لنشأة الكون أول أديب يجمع بين الأسطورة والحكمة