بينما يشرع السعوديون اليوم، في العمل والاستثمار بنشاط الذهب والمجوهرات في المملكة، بعد تطبيق قرار التوطين، في إطار تفعيل برنامج التوطين بالمناطق، أجمع عدد من السعوديين العاملين في قطاع الذهب والمجوهرات ل«الوطن»، على أن الفرص الاستثمارية الكبيرة في القطاع أسهمت في تحول عدد من الوافدين الذين بدؤوا حياتهم العملية كعاملين في القطاع إلى استغلال تلك الفرص واكتساب المهارة والخبرة والتحول إلى مستثمرين وأصحاب محلات، مضيفين أن النشاط يحوي فرص عمل جاذبة وممكنة للشباب، ومن شأنها تحويلهم من طالبي عمل إلى أصحاب محلات ومستثمرين في القطاع. وأوضح مدير فرع محل لبيع المجوهرات بالرياض محمد الحامد، أن بعض الوافدين الذين بدؤوا حياتهم العملية بتعلم أسرار المهنة والبيع والشراء فيها والتسويق للمجوهرات المستخدمة في السوق، وتمكنوا من خلال ذلك من كسب أرباح تصل في اليوم إلى 1000 ريال، حتى تحولوا إلى أصحاب محلات ومستثمرين. مواكبة التوطين أضاف الحامد، أن الشباب السعودي قادر على النجاح ومواكبة قرار التوطين في القطاع، متى ما حرص على الالتزام بوقت العمل، واجتهد في تعلم واكتساب مهارات البيع والشراء والتسويق، مشيراً إلى أن القطاع يعتبر ركيزة اقتصادية مهمة للبلد لما يحويه من مليارات الريالات التي تمثل أسعار المجوهرات فيه، ويجب أن تكون تحت إشراف ومسؤولية شباب البلد. وأوضح الحامد، أن رواتب بعض العاملين في القطاع تتجاوز رواتب خريجي الجامعات في بعض الجهات الحكومية، حيث تتراوح بين 6 إلى 10 آلاف مع حوافز تصل إلى ثلاث رواتب سنوياً، وقد تصل حسب اجتهاد الموظف ونشاطه التسويقي إلى 500 ألف ريال، لافتاً إلى أن بعض الوافدين تزيد رواتبهم على 10 آلاف ريال. وأكد الحامد، أن عمل السعوديين في القطاع سيوفر لهم دخلا شهريا جيدا، وسيمنحهم الخبرة والتجربة، واكتساب بعض المهارات الأخرى مثل تلحيم وتلميع المجوهرات. أرباح مجزية أكد عبدالعزيز البابطين الذي يعمل كبائع في قطاع الذهب والمجوهرات منذ 14 سنة، أنه خلال فترة عمله في القطاع، نجح عدد من زملائه السعوديين والوافدين في الحصول على أرباح مجزية في القطاع واكتساب المهارة والخبرة والتعرف على كبار المستثمرين، مما ساعدهم في التحول إلى ملاك محلات لبيع المجوهرات. وأشار إلى أن العمل في القطاع يكسب العامل مهارات التواصل والتفاوض مع العملاء والمندوبين والتسويق لبضاعة المحل، وكذلك الذكاء في التعرف على المجوهرات ونوعيتها وصناعتها وتمييز القطع الأصلية من المقلدة أو المغشوشة. وأكد البابطين أن القطاع يضم فرص عمل كبيرة للشباب السعودي برواتب وحوافز مجزية، إلا أنهم يحتاج منهم إلى الصبر والعزيمة والإصرار، والالتزام بأوقات العمل، وحسن التصرف مع جمهور العملاء. اكتساب المهارات قال خالد الوليد الذي يعمل كبائع في قطاع الذهب والمجوهرات، إنه اكتسب الخبرة في القطاع من خلال والده الذي يعمل فيه منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تعلم على يد والده مهارات التواصل والتفاوض مع العملاء، وأنواع وأشكال المجوهرات والأحجار الكريمة. وأشار الوليد إلى أن عمله في القطاع أكسبه مهارات تنظيم الوقت والاستفادة منه، وأساسيات تسويق المنتجات ومقابلة الجمهور، وكذلك المسؤولية في إدارة محل يحوي بضاعة تتجاوز قيمتها السوقية نحو مليون ريال، مؤكداً أن القطاع يزخر بعدد كبير من فرص العمل المناسبة للسعوديين من ناحية بيئة العمل والمردود المادي الجيد، واكتساب المهارات الأخرى. يشار إلى أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ستبدأ اليوم، في تطبيق قرار توطين نشاط الذهب والمجوهرات، وذلك في إطار تفعيل وتطبيق برنامج التوطين في المناطق، الذي تتابعه وزارة الداخلية، وإمارات المناطق، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة التجارة والاستثمار، والأمن العام، والمديرية العامة للجوازات، ضمن قرارات التوطين الصادرة في وقت سابق، لتمكين المواطنين من فرص العمل.