استعاد نادي جدة الأدبي أول من أمس ذكرى الشاعر والروائي الراحل الدكتور غازي القصيبي، وسط حشد وصفهم الروائي عبده خال بأنهم "ليسوا من أصحاب البشوت" الذين كانوا يجرون خلفه في حياته. وبدأت الأمسية بتقديم الدكتور حسن النعمي للمشاركين في اللقاء وهم الدكتور سحمي الهاجري، والدكتور يوسف العارف، والروائي عبده خال، وفضّل النعمي أن يكون الحديث عن القصيبي متبادلاً بين الجمهور والمشاركين، داعياَ رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إلى إلقاء كلمة بالمناسبة قال فيها "إن الدكتور القصيبي الفارع الطول هو علامة فارقة في كل شيء، ففي آخر قصائده نكتشف إنسانا صادقاً ومحباً ومؤمنا ومخلصا لتاريخه". وقرأ الدكتور الهاجري ورقة حول التجربة الروائية للشاعر الراحل، واصفاً تجربته الروائية الأولى "شقة الحرية" بأنها فتحت الباب واسعاً أمام الرواية السعودية بعد حرب الخليج الثانية التي أحدثت تحولات هائلة في مجمعات الخليج ما كان لمثل القصيبي أن يتجاهلها، مضيفا أن الكتابة الروائية أعطت القصيبي ما كان ينقصه من درع الإبداع، فهو شاعر وناثر، ومع أنه ذو موهبة شعرية إلا أن الرواية جاءت لتستكمل كل مواهبه، وقد بدا على وعي تام بأن الرواية تفتح له أفقاً تحليليا، مؤكداً أنه من الصعب أن تذكر الرواية السعودية في تجربتها الجديدة دون أن يذكر غازي القصيبي معها. وقدم الدكتور يوسف العارف ورقة تتقصى الأفق الإداري للدكتور القصيبي ونظرياته الإدارية عبر مشاهد من مقولاته ومواقفه وفلسفته. وأضاف العارف "علاقتي مع الدكتور القصيبي بدأت عام 1404، حين شاهدت أطفالا يحرقون كتبا كان من بينها أحد كتبه، ووصف العارف القصيبي بأنه إنسان متعدد المواهب وهو يقول عن نفسه، إنه يقبع في داخله إنسان مولع بالمعرفة، وفي داخله إنسان إداري تستهويه تحديات السلطة، ويقبع في داخلي الشاعر. وفي مداخلته، قال عبده خال اعتقدت بأن هذه الصالة ستزدحم بأصحاب البشوت، فلقد كان القصيبي في حياته يمشي وتتبعه البشوت، وحين مات لم يتبق له إلا المحبون والأدباء، واصفا إياه بأنه كان شخصية سردية تتشوق الناس إلى معرفة حكاياته، وقد خلق من نفسه بطلاً شعبياً، كان المجتمع بحاجة إلى مثله، وحتى حين غاب، كان غيابه بمثابة غياب للبطل الذي يبحث عنه الناس ليعود أقوى مما كان عليه وهذه من سمات البطل الشعبي.