فيما يجري رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، المشاورات واللقاءات الثنائية في قصر بعبدا مع الشخصيات والقوى السياسية اللبنانية، حول السيناريوهات التي سيترتب عليها موقف رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، أكدت مصادر أن هذه المشاورات لا يمكن التعويل عليها، باعتبار أن حزب الله يحاول المهادنة لكسب الوقت واحتواء العاصفة التي أثارتها استقالة الحريري لتعطيل مفعولها، مشددة على ضرورة تغيير سياسة الحزب بالكامل، والتخلي عن سلوكه العسكري وتدخله الأمني خارج لبنان والعبث بأمن دول المنطقة. وأوضحت المصادر أن تريث الحريري جاءت لوضع النقاط على الحروف، والاتفاق مع القوى اللبنانية الفاعلة على تشكيل حكومة جديدة تحمل أجندة مختلفة، إذا لم يتجاوب «حزب الله» مع سياسة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتقديم تنازلات، أو يتم تمديد مدة التريث حتى تنضج أجواء تسوية ما في المنطقة، وينتظر ما ستسفر عنه الوساطة الفرنسية التي تسعى إلى تهدئة الأجواء المشحونة في لبنان. حسم القضية أضافت المصادر «أن الحريري مطالب بحسم قراره وإعلانه بعيد إنهاء عون استشاراته»، مبينة أن الأمور قد تذهب إلى مرحلة سيئة في حال عدم التوصل إلى نتيجة واضحة وخارطة لتنفيذ سياسة النأي بالنفس، وعدم زجّ لبنان في الصراعات الجارية في المنطقة والتدخل في الدول العربية، والتي انعكست سلبا على الوضع الداخلي والاقتصادي. وبحسب مراقبين، فإن الكرة في ملعب عون حاليا، لأنه مطالب أكثر من غيره على إثبات قوة تعهداته بلجم حزب الله ونزع سلاحه غير الشرعي، لتجنب استخدامه في الداخل أو تصديره للخارج، في وقت كشفت مصادر سياسية أن غياب لبنان في مؤتمر التحالف الإسلامي ضد الإرهاب في السعودية، جاء بسبب فشل عون في إقناع «حزب الله» بإرسال وزير الدفاع اللبناني، يعقوب الصراف للمشاركة فيه. وكان اللواء أشرف ريفي، انتقد عدم مشاركة لبنان في المؤتمر، معتبرا أن ذلك تأكيدا إضافيا على اختطاف حزب الله للقرار الرسمي اللبناني لمصلحة الوصاية الإيرانية. كما شن منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، هجوما لاذعا على عون، وأكد أن فشله في إرسال وزير دفاع لبنان إلى الرياض، يأتي نزولا على رغبة «حزب الله»، وعدم احترام الميليشيا مخرجات الدستور، وقرارات الشرعية الدولية. تخبطات عون فشل إقناع الميليشيات باحترام الدستور منع تمثيل لبنان في التحالف الإسلامي انتقادات داخلية لاذعة لمواقفه