دخلت المديرية العامة للمباحث في منطقة المدينةالمنورة دائرة البحث والتحري والتحقيق عن الطفل المختطف من مستشفى الولادة والأطفال في الوقت الذي بدأت آمال والديه تتلاشى في العثور عليه. ولم تغادر والدة الطفل المستشفى أمس أسوة بالأمهات اللاتي يلدن بعمليات قيصرية، حيث أرجع الأطباء المشرفون على متابعتها أسباب ذلك إلى الحد من تدهور حالتها النفسية، إلى جانب الإجراءات الأمنية التي تستدعي بقاءها. وزار مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني والد ووالدة الطفل المفقود بالمستشفى، وطمأنهما على أن الجهود مبذولة، وأن إجراءات البحث والتحري والتحقيق تجري بكل جدية وبكفاءة عالية. وعلمت "الوطن" أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وجه أول من أمس بتشكيل لجنة رفيعة المستوى من الوزارة للتحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها وأوجه القصور. كما علمت "الوطن" من مصادرها الأمنية أن المديرية العامة للمباحث دخلت دائرة التحقيق والبحث والتحري عن الطفل لمساندة الجهود الأمنية التي تبذلها شرطة منطقة المدينةالمنورة منذ تلقيها البلاغ صباح الأحد المنصرم وحتى أمس. وتشير المعلومات إلى أن الصور التي التقطت من بعض كاميرات المراقبة الموجودة على بوابات المستشفى لم تكن ذات دقة عالية في الوضوح، كما أن بعضها كان معطلا. ويواجه فريق التحقيق المكلف صعوبات كبيرة في الوصول إلى خيوط قد تسهم في سرعة الوصول إلى الجاني نتيجة الغموض السائد الذي يطغى على القضية. واكتفى الناطق الإعلامي بشرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي في رده على أسئلة "الوطن" عما توصلت إليه التحقيقات، وعن دخول المباحث في دائرة التحقيق بقوله "إذا وصلت لي أية معلومة سأُبلغكم بها أولا بأول، ولا أدري عن مشاركة المباحث في البحث والتحقيق". وبدأت آمال والدي الطفل المفقود في التلاشي بعد مضي أكثر من 60 ساعة دون العثور على ابنهما، في الوقت الذي يلجأ فيه الأب إلى توكيل محام للترافع ضد وزارة الصحة، ومتابعة مجريات التحقيق مع الجهات المختصة. وأكد والد الطفل بدر المزيني أنه ستتم الاستعانة بمحام سواء من جمعية حقوق الإنسان، أو غيرها للترافع ضد وزارة الصحة ومتابعة مجريات التحقيق. وانتقد المزيني العلاج النفسي الذي قدمته الشؤون الصحية لأم الطفل، معتبرا إياه إجراء روتينيا لا أكثر، موضحا أن الفريق الطبي لم يستغرق بضع دقائق في الكشف على حالة زوجته دون مساعدتها في تجاوزها الموقف الذي تعاني منه. وقال "ما يؤلمني ويزيدني حرقة وحزناً هو أنه عند عودتي للمنزل أجد طفليَّ عبدالرحمن، ورغد يسألاني عن موعد قدوم والدتهما وشقيقهما أنس بعدما شاهدا صوره في الجوال". إلى ذلك، أكد عضو جمعية حقوق الإنسان، المشرف المكلف بمتابعة القضية في المدينةالمنورة الدكتور طلحة غوث ل"الوطن" أن الجمعية ستتابع عن كثب القضية في مراحلها المقبلة سواء أكانت في مراحل مجريات التحقيق أو مراحل الترافع بهدف رفع الظلم والوقوف بجانب والد الطفل. وأجرت "الوطن" اتصالا بالمتحدث الرسمي بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني للتعليق على الحادثة، وعن تشكيل لجنة من الوزارة والإجراءات المتبعة في مثل هذه القضايا، فقال "ليس لدي علم بذلك وأحتاج وقتا للرد على كافة الاستفسارات". وكانت رئيسة القسم النسائي بجمعية حقوق الإنسان بالمدينةالمنورة شرف القرافي أكدت خلال لقائها بوالدة الطفل وجدته مساء أول من أمس اهتمام الجمعية، ومساندتها لهم في قضيتهم التي تلقى بحسب قولها اهتماما ومتابعة من رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني، ومشرف مكتب الجمعية بالمدينة الدكتور محمد العوفي الذى وجه بتشكيل فريق لزيارتهم ومتابعة قضيتهم. وذكرت القرافي أن وجود مثل هذه الجرائم النادرة في المجتمع يعتمد على عوامل اجتماعية متفاوتة وعلى ظروف محيطة بالطفل تعكس مدى الوعي العام بحقوق الطفل، وخاصة حقه بالحياة والحماية من الاستغلال والعنف، مضيفة أن النمط التقليدي لمرتكبي هذه الجرائم هو أن الخطف يرتكب في وضح النهار من قبل شخص واحد، وعادة ما يكون أنثى لبقة الكلام ومظهرها لا يثير الريبة، وفي أغلب الحالات يتراوح الدافع للخطف بين دافع داخلي نفسي لرغبة الأم الغريزية في الحصول على طفل بأي ثمن، وبين دافع اجتماعي اقتصادي لمحاولة الإبقاء على العلاقة الزوجية لأم عاقر، أو أب عقيم.