في وقت أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجتمع مع رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، غدا في باريس، توقع مصدر أن يعود الحريري عقب زيارته باريس إلى بيروت ليقدم استقالته رسميا. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، التقى الحريري في مقر إقامته في الرياض أمس، فيما قال مراقبون، إن التطورات اللبنانبة الأخيرة وذهاب الحريري إلى فرنسا ينفي الادعاءات التي أطلقها، أول من أمس، الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، بأن رئيس الوزراء المستقيل محجوز في الرياض، مشيرين إلى أن مهاجمة عون السعودية كشفت ارتباطه بأجندة حزب الله وإيران، وعدم انشغاله بمصلحة بلاده وعلاقاتها الوثيقة بدول الخليج، والسعودية تحديدا. تقلب عون أوضح المراقبون، أنه منذ وصول عون إلى الرئاسة كانت هناك توقعات بانحيازه إلى إيران، وذراعها العسكرية في لبنان حزب الله، نظرا لمواقف عون المتقلبة، والذي بدا واضحا في رفضه التوقيع على اتفاق الطائف عام 1989، بسبب سماح الاتفاق لميليشيا حزب الله بالإبقاء على سلاحها حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي، لافتين إلى أن هذا الاعتراض عزل عون عربيا ودوليا وقتها، وجعله يلجأ إلى فرنسا. وقال المراقبون، إنه بعد عودة عون إلى لبنان -عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005- حمّل عون حزب الله مسؤولية الاغتيال، غير أنه عاد في فبراير عام 2006 ليوقع وثيقة التحالف مع ميليشيا حزب الله، إذ استمر هذا التحالف حتى بعد توريط الحزب للبنان في حرب اتخذ قرارها مع إيران التي باتت بعد ذلك المحرك الفعلي للدولة اللبنانية. حسب المراقبين، فإن حزب الله الذي عطل منصب الرئيس في لبنان لأكثر من عامين، كافأ حليفه عون بدعمه في تولي منصب الرئيس في مايو من العام الحالي، لافتين إلى أن انتهازية عون سمحت له اللعب على التناقضات الموجودة في الساحة اللبنانية، وانحاز إلى حزب الله الذي يسيطر بسلاحه على أعصاب الدولة، للوصول إلى قصر بعبدا، متوقعين في الوقت نفسه استمرار عون في سياساته الموالية لإيران، حتى لو أضرت بالمصلحة اللبنانية. معالجة أسباب الاستقالة دعا «لقاء الجمهورية»، خلال اجتماعه الدوري، إلى الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع السعودية، وانتظار عودة رئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري، والعمل على تفادي توتير الأجواء بين البلدين الشقيقين، والبناء على معاني زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التأسيسية، نظرا لما لهذه الخطوة التاريخية من إيجابيات تفيد الشعبين، أيا كان دينهم أو مذهبهم أو رأيهم السياسي.