أضحت المملكة عامة، ومنطقة عسير خاصة، على فاجعة كبرى هزت كيان كل سكان المنطقة، وخيم الحزن وعم الصمت على كل شخص في فراق وفقد نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن، الأمير الشاب المخلص، صاحب الابتسامة الرقيقة، وصاحب الخلق الرفيع، هو ومرافقيه. فعندما تتذكر المواقف الصادقة والمشرفة والخطوات المتسارعة التي كان يقوم بها الأمير الراحل لمساندة ومساعدة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، حيث حقق الكثير والكثير وكسب قلوب الناس خلال فترة وجيزة، فقد كان حريصا على تفقد المشاريع، وتلمس احتياجات الناس، وكل ما يصب في مصلحة المنطقة، ويسهم في رفعتها. الأمير الراحل منصور بن مقرن، حاز على الثقة والتقدير، فكان بها جديرا، صادق الكلمة، لم يرض رحمه الله إلا بالقمة، حل عسير سريعاً، ورحل سريعاً، ولكنه في حضوره كم كان كبيراً، وسيظل في كل ذاكرة كبيراً، فحين حل الأجل، كان قائماً بأشرف عمل، رحل لكن رحيل البطل، وقلوبنا تستزيده فخراً وحماساً، فبكل معاني الإخلاص زادنا إحساساً، مواقف إنسانية ببذله فلن ننسى ليله (تراحم) ووقفاته الخيرة، وعطاءه السخي، وتفريجه كربة مسجون، وعطفه على مسكين ومحتاج، أنفق من ماله في سبيل الضعفاء والمعسرين، ولن تنسى أبها كلماته وتوجيهاته النيرة، رحل رحيل القائد برفقة مسؤولين أجلاء.. عرفناهم أوفياء، وسنذكرهم بكل الوفاء، ذكر الفخر رغم حزن الرحيل، لكنهم بإذن الله شهداء، شموخ في الحياة وشموخ عند الرحيل، وشموخ البناء، فقد توجوا أعمالهم بالنجاح والوفاء، رحلوا فأحزنوا القلوب، وأبكوا كل الوطن من شماله حتى الجنوب. كوكبة عرفناهم أوفياء وفِي مواقفهم كرماء، أن يختارهم شهداء، فحمداً له على ما شاء، وآمنا بالقدر والقضاء، فأحسن الله العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين، ولوالد الفقيد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والعزاء موصول إلى أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، وكلنا لهم ومن أجل الوطن فداء، وأحسن الله العزاء للأسر وكافة أهالي الشهداء، وكذلك أحسن الله العزاء لك يا وطن يا مهد الأوفياء.