أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته أمس، في كلمة متلفزة هاجم فيها حزب الله، وتدخلات إيران في لبنان والمنطقة العربية. وقال الحريري في كلمته «أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية»، واصفا ما يعيشه لبنان حاليا بما كان سائدا قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء «في الخفاء» لاستهدافه أيضاً. وهاجم الحريري إيران قائلا «شهدنا ما أشار إليه رأس النظام الإيراني أن بلاده تسيطر على مصير المنطقة، وأنه لا يمكن في سورية ولبنانوالعراق القيام بخطوة مصيرية دون إيران»، مضيفا أن إيران حولت حزب الله إلى دولة داخل الدولة اللبنانية، تسيطر على كل مقاليد الأمور. وقال «أقول لإيران أنتم الخاسرون، وستنهض أمتنا كما ردت عليكم في البحرين واليمن، وستقطع الأيادي التي تمتد إليها بالسوء». وجاءت استقالة الحريري بعد لقائه في بيروت مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي. السيطرة على مفاصل الدولة ذكر الحريري في كلمته أنه في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ بلادنا والأمة العربية التي تعيش ظروفا مأساوية أفرزتها التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، فإن الشعب اللبناني بما يحمله من مثل وقيم وتاريخ مشرق كان منارة العلم والمعرفة والديمقراطية، تسلط عليه بعد ذلك فئات لا تريد له الخير، وتم دعمها من خارج الحدود لتزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن، وتتطاول على سلطة الدولة، ولتنشئ دولة داخل الدولة، وتسيطر على مفاصلها، وأصبحت لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين. زرع الفتن وقال الحريري «أشير وبكل صراحة ودون مواربة إلى إيران التي ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، تشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسورية والعراقوالبحرين واليمن، يدفعها إلى ذلك حقد دفين على الأمة العربية، ورغبة جانحة في تدميرها والسيطرة عليها، وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده في يدها، بل ويعلن صراحة ولاءه لها، والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي لما يمثله من قيم ومثل، أقصد في ذلك حزب الله الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب، بل وفي البلدان العربية. فرض الأمر الواقع وأضاف الحريري أنه خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلاً عن اللبنانيين، ولست بحاجة إلى سرد هذه التدخلات، وكل يوم يظهر لنا حجمها، والتي أصبحنا نعاني منها، ليس على الصعيد الداخلي اللبناني فحسب، ولكن على صعيد علاقاتنا مع أشقائنا العرب، لافتا إلى أن خلية حزب الله في الكويت والتي وضعت الشعب اللبناني في عين العاصفة ومحل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله. وقال «لقد قرأنا جميعا ما أشار إليه رأس النظام الإيراني من أن إيران تسيطر على مصير دول المنطقة، وأنه لا يمكن في العراق وسورية ولبنان وشمال إفريقيا والخليج العربي القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران». إيران خاسرة حذر الحريري في كلمته إيران من تدخلاتها في شؤون المنطقة، وقال «أريد أن أقول لإيران وأتباعها إنهم خاسرون في تدخلاتهم في شؤون الأمة العربية، وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق، وستقطع الأيادي التي تمتد إليها بالسوء، مضيفا «لقد تعهدت عندما قبلت بتحمل المسؤولية أن أسعى لوحدة اللبنانيين، وإنهاء الانقسام السياسي، واستعادة سيادته، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، ولقد لقيت في سبيل ذلك أذى كثيراً، وترفعت عن الرد تغليباً لمصلحة لبنان والشعب اللبناني، وللأسف لم يزد هذا إيران وأتباعها إلا توغلا في شؤوننا الداخلية، والتجاوز على سلطة الدولة وفرض الأمر الواقع». استهداف حياته أشار الحريري إلى حالة الإحباط التي تسود بلاده، وحالة التشرذم والانقسامات، وتغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة، واستهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان، وتكوين عداوات ليس لنا طائل من ورائها، أمر لا يمكن إقراره أو الرضا به تحت أي ظرف، وقال «إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي، وانطلاقا مما أؤمن به من مبادئ ورثتها من الشهيد رفيق الحريري وثورة الأرز، ولأنني لا أرضى أن أخذل اللبنانيين وأقبل بما يخالف تلك المبادئ، فإني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية مع يقيني بأن إرادة اللبنانيين أقوى وعزيمتهم أصلب، وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل أو الخارج»، واعدا بأنه سيسعى لأن يكون لبنان أقوى مستقلا حرا لا سلطان عليه إلا لشعبه، يحكمه القانون، ويحميه جيش واحد وسلاح واحد.
إحباط محاولة استهداف الموكب قالت مصادر إن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري تعرض لمحاولة اغتيال قبل أيام في بيروت، مشيرة إلى أنه تم إحباط هذه المحاولة. وأوضحت المصادر أن مخططي اغتيال الرئيس الحريري عطلوا أبراج المراقبة خلال تحرك موكبه.