تصاعدت خلال الأيام الماضية حدة الخلافات حول دعوة روسيا لعقد مؤتمر للحوار السوري في مدينة سوتشي يوم 18 نوفمبر الجاري، وقالت الأممالمتحدة إن الاجتماع الذي دعت إليه موسكو بشأن الملف السوري «ليس اجتماعا أمميا»، مشيرة إلى أنها ما تزال تدرسه، ولا تريد أن تعلق عليه حاليا. وصرح مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة، ماثيو ريكروفت، بأنّه يدعم مؤتمر الحوار السوري في سوتشي إذا كانت الغاية منه دفع مسار جنيف قدما. وقال ريكروفت، في تصريحات صحفية، إنه «سبق الإعلان أن الطريق إلى جنيف يمر عبر أستانا، والآن يقولون إن الطريق الذي انحاز كثيرا إلى أستانا يحتاج إلى التفاتة أخرى في سوتشي»، مبديا تشككه في هذه المزاعم، مؤكدا أن الطريق لإنهاء الحرب في سورية «هو التمسك بالقرار 2254 الذي يتحدث عن التحول السياسي والمحادثات التي تقودها الأممالمتحدة في جنيف». تضارب التصريحات كانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت قائمة بأسماء 33 حزبا وكيانا سوريّا سيتم دعوتهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري، فيما أعلن الأمين العام لهيئة العمل الوطني الديمقراطي، السورية المعارضة، محمود مرعي، أن عدد المكونات السورية التي ستدعى إلى مؤتمر الحوار الوطني ربما يبلغ 161 مكونا، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم تصل الدعوات لأحد. وصرح المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان بأن «الائتلاف لن يشارك في أي مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف، أو دون رعاية الأممالمتحدة»، مؤكدا أن «دعوة روسيا لعقد مؤتمر للسوريين في سوتشي، محاولة للالتفاف على جنيف والإرادة الدولية، في الانتقال السياسي في سورية، وفق قرارات مجلس الأمن وتحت رعاية الأممالمتحدة». كما أعلنت الجبهة الجنوبية في «الجيش السوري الحر» في بيان صادر عنها أول من أمس، أنها لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، ووصفته بأنه محاولة للالتفاف على عملية جنيف. تهديد روسيا قال مراقبون، إن استعجال موسكو في إعلان تنظيم حوار سوري شامل، أثار مخاوف لدى أوساط إقليمية ودولية من «رغبة روسية في الاستفراد بالحل»، خصوصا أن المطلوب من الحوار، من وجهة النظر الروسية، إقرار مشروع الدستور والانتقال إلى مناقشة انتخابات مبكرة، مما يفقد مسار جنيف عمليا جزءا كبيرا من أهميته. ومن جانبه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي ليس بديلا لمفاوضات جنيف أو عملية أستانا للتسوية السورية. وقال بوجدانوف في كلمة ألقاها بجامعة قازان الفيدرالية، في معرض حديثه عن مؤتمر الحوار الوطني السوري، إن «هذه الفكرة تناقش خلال الأيام الأخيرة، وتهدف إلى جمع ممثلي المجتمع المدني ومؤيدي النظام السوري ومعارضيه في مكان واحد، لافتا إلى أن مؤتمر سوتشي ليس بديلا لمفاوضات أستانا أو عملية جنيف». أسباب المخاوف - غالبية الجهات المدعوة من الداخل السوري - توقعات بمساندة نظام بشار الأسد - تجاهل القرار 2254 حول التحول السياسي - الابتعاد عن قرارات مجلس الأمن - تهميش المعارضة واستفراد روسيا بالحل