في الوقت الذي شددت فيه وزارة الزراعة على منع الاحتطاب وفرضت غرامات على المخالفين، لا تزال الغابات الموجودة بأودية مركز ريم التابعة لمحافظة الدرب شمال جازان تعاني من الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار الخضراء، في ظل غياب من الجهات المتخصصة لمراقبة تلك المواقع. تكثيف الجولات رصدت «الوطن» تعرض عدد كبير من الأشجار للقطع بواسطة آلات كهربائية، فيما ذكر المواطن محمد عسيري أن مركز ريم يشتهر بكثرة أشجار «السمر» في أودية عدة من بينها وادي ريم وجندلة التي تشتهر بالغابات. وأشار إلى أن من يشجع على الاحتطاب الجائر مجموعة تجار يشترون أي كمية بالجملة ويصدرونها إلى الرياضوجدة، وطالب بسرعة وضع حلول للظاهرة وتكثيف الجولات الميدانية ومعاقبة المخالفين. التصدي للظاهرة أوضح مدير عام الإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة جازان المهندس غانم الجذعان ل«الوطن» أمس، أن التصدي لعمليات الاحتطاب جارٍ بكل حزم عبر جهود إدارات حكومية عدة تقوم بإحكام الرقابة على مزاولة الاحتطاب في جميع مراحله ومنعه في كافة المنطقة، ومراقبة المواقع التي يكثر فيها الاحتطاب ومعاقبة من يخالف ذلك. وأفاد الجذعان بأن الاحتطاب الجائر من أخطر العمليات التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي والتنوع الحيوي بمعدلات سريعة، كما يتسبب في حدوث التعرية الهوائية والمائية للتربة، وانخفاض في كميات المياه التي تغذي الطبقات الجوفية، مشيراً إلى أنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زحف الرمال وطمر مساحات شاسعة من المدن والمزارع. وأكد الجذعان أن الاحتطاب الجائر يؤدي إلى القضاء على ما تطرحه الأشجار من بذور، التي هي أساس التكاثر وأحد المصادر المهمة المؤثرة على الغطاء النباتي الطبيعي، وأشار إلى تكليف مدير الفرع المختص بالتنسيق مع المحافظ ورئيس البلدية بالدرب لاتخاذ اللازم، كاشفا عن ضبط كميات كبيرة من الحطب المحلي خلال الأشهر الماضية، وتمت مخالفة مرتكبيها في محافظات مختلفة، وتتم مصادرة الحطب وبيعه بالمزاد العلني وتطبيق الغرامات المالية حسب نظام المراعي والغابات بحق المخالفين.