فيما دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، أمس، بين مقاتلين أكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر حدودي مع تركيا على طريق أنبوب نفطي ضخم في شمال العراق، قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي في تصريحات إلى «الوطن»، إن الفريق الدولي المكلف بالكشف عن ملفات فساد خلال السنوات الماضي سلم العبادي تقريرا يتضمن الجهات والأشخاص المتورطين بهدر المال العام تتعلق بعقود تراخيص النفط والتسليح وإنشاء مشاريع وهمية في المحافظات. يذكر أنه طيلة السنوات الماضية لم تستطع الجهات الرقابية، منها هيئة النزاهة، ملاحقة مسؤولين كبار متورطين في هدر المال العام لهيمنة حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي على الهيئة المسؤولة عن كشف ملفات الفساد، وإحالة المتهمين للقضاء. قائمة بالمفسدين حسب المصدر فإن الحكومة ستتعامل مع تقرير الفريق الدولي بإصدار قائمة تضم شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين متهمين بالفساد بحظر سفرهم ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم ثم إحالتهم إلى القضاء، مشددا على أن المرحلة المقبلة تتطلب توفير بيئة ملائمة لاستقبال المستثمرين الأجانب لتنفيذ مشاريع إعادة البنية التحتية، وإعمار المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش. وكان العبادي قد أعلن في مؤتمره الصحفي الثلاثاء الماضي أنه سيقوم بمحاسبة من تسبب بضياع ثروات العراق في الحكومات السابقة، مؤكدا التمسك بتنفيذ خطواته الإصلاحية، مشيرا إلى أن العراق اليوم في حالة حرب وكساد اقتصادي. الدعم العربي أوضح الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي في تصريحات إلى «الوطن» أن العبادي حقق خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية ثم مصر والأردن الدعم الإقليمي لمساعدة العراق اقتصاديا وأمنيا، وأضاف لرصيده الشعبي في أزمة استفتاء إقليم كردستان المزيد من التأييد ستشجعه على اتخاذ قرارات ضد المتورطين بالفساد، سواء من المسؤولين الكبار أو الشخصيات السياسية، موضحا أن الدعم الدولي والإقليمي والمحلي للعبادي رفع حظوظه في إمكانية الحصول على الولاية الثانية، وأصبح يمتلك القدرة على الإطاحة بالمفسدين. معارك مع الأكراد قالت مصادر إن المقاتلين الأكراد والبيشمركة أطلقوا قذائف هاون واستخدموا صواريخ موجهة مضادة للدبابات شمال العراق، مبدين مقاومة قوية أمام تقدم القوات الاتحادية المسنودة من ميليشيات الحشد الشعبي. وأشارت المصادر إلى انطلاق الآليات المدرعة العراقية من منطقة زمار الغنية بالنفط الواقعة شمال غرب الموصل، وأن القوات العراقية استعادت بعض القرى سالكة مسارات ترابية على طول الطريق المعبدة لسهل نينوى. كما وقعت مواجهات عنيفة في قرى أخرى. وتسعى بغداد إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي، بسيطرتها خصوصا على معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا والواقع على تخوم محافظة دهوك الخاضعة لسيطرة السلطات الكردستانية. يشار إلى تصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم إقليم كردستان استفتاء على الانفصال جاءت نتيجته «نعم»، فيما قامت حكومة الإقليم بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الأرض والضغوط السياسية الداخلية والدولية. ورفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس هذا المقترح، قائلا «نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور».