أخفقت الأممالمتحدة للمرة التالية في دفع الأطراف المتقاتلة الليبية إلى تخطي خلافاتهم، وذلك بعد محادثات استمرت شهرا في العاصمة تونس، بهدف التوصل إلى خارطة طريق لإرجاء انتخابات تمهيدا لبسط الاستقرار في البلاد. وقبل نحو شهر أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، خطة عمل تستغرق عاما للانتقال لمرحلة تجرى فيها انتخابات رئاسية وبرلمانية، فيما استضافت المنظمة الأممية وفودا من برلماني شرق ليبيا وطرابلس في تونس، بهدف الخروج بتعديلات على خطة سابقة توسطت فيها الأممالمتحدة ووقعت في ديسمبر عام 2015. أداء ضعيف يأتي ذلك، في وقت يشير مراقبون إلى أن خطط عمل المنظمة الأممية فشلت في تقريب وجهات نظر الأطراف المتنازعة في ليبيا، وذلك لعدم وجود خارطة طريق واضحة، فضلا عن عدم حيادية منهجها في التعاطي مع مختلف الأطراف المتنازعة. وكانت الأممالمتحدة قد حاولت منذ عام 2015 التوصل إلى حل جزئي للأزمة الليبية، عبر استضافة أطراف من النزاع في فنادق فاخرة في الخارج، دون إشراك الأطراف المعنية الأخرى، والتي لها سلطة ميدانية ونفوذ قوي، مما أحدث نوعا من الخلل في التوازنات، وأربك عملية المشاورات التي ترعاها بين الأطراف الليبية. كما أن دولا غربية حاولت العمل مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأممالمتحدة، قبل أن تحدث انقسامات داخلها أدت إلى إضعافها وعرقلة مهامها في ظل تدهور الأمور المعيشية والأمنية للمواطن الليبي.